عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لوجه الله

لم يعرف التاريخ المعاصر، وربما القديم أيضاً احتلالاً أرخص وأسهل من ذلك الاحتلال التركى للأراضى السورية.. احتلالاً لم يواجه رفضا أو مقاومة.. وكأنها عروس قبض كل قوادى الأرض مهرها.. احتلالاً لم يغضب أحداً سوى كاتب هذه السطور، وقلة قليلة ممن بقى فى عروقهم نخوة، وغيرة على ما كان يسمى يوماً بالعروبة.. فها هى جامعة الدول العربية تفشل فى اتخاذ موقف جاد ضد ذلك الاحتلال الذى يمس كرامة وسيادة دولها.. وها هى دويلة صغيرة مازالت عضوا فى الجامعة «تدعى قطر».. تبرر لاحتلال دولة عربية أخرى تحت قبتها، وترفض إدانته.. وبالتالى لا عجب من تبجحات وزير خارجية أمريكا مايك بومبيو لإحدى الصحف الإسرائيلية.. إذ قال من «حق» إسرائيل ضرب العمق السورى.. كما سبق أن أعلن أن احتلال تركيا للأراضى السورية له مبرراته «الشرعية».. لم لا وقد أقنعت بلاده الأكراد بضرورة تفكيك دفاعاتهم قبل الاجتياح.

ولمن لا يعلم فمساحة الأراضى التى يسعى المحتل التركى لالتهامها من الأراضى السورية تقدر بـ14080 ألف كيلو متر مربع.. أى أكبر من مساحة دويلة آل ثانى بـ3 آلاف كيلو متر.

وما أن بدأ الاحتلال الخسيس للأراضى السورية حتى بدأت الأقنعة تتساقط الواحد تلو الآخر.. فبعد العهر الذى مارسته تلك الدويلة الشاذة.. بدأ كلاب وشراذم تنظيم الإرهاب الدولى فى تبرير جرائم خليفتهم الموتور.. فخرج إخوان الأردن لتبرير الجريمة رافضين بكل بجاحة مجرد إدانتها.. وفى أقصى غرب ليبيا الممزقة.. تخرج حكومة السراج المدعومة من الغرب لمباركة الاحتلال التركى للأراضى السورية.. ولتؤكد أيضا أن أمريكا لا تدعم إلا كل ما هو «سرطان» فى جسد الأمة العربية.. وإن كان توجيه الطعنات للدولة السورية من أعدائها ومن كلاب التنظيمات العميلة الذين لا هم لهم إلا تمكين أعداء الأمة من رقابها أمراً متوقعاً.. فما لا يمكن تفهمه أو تبريره بأى منطق أو انتماء.. هو تقديم بعض السوريين أنفسهم خدماً للاحتلال.. وتقدم صفوف جيشه لفتح بلادهم أمامه.. والغريب أن هذه الشرذمة تطلق على نفسها اسم «الجيش الوطنى السورى».. وما هذه التسمية إلا إمعان فى الفوضى والتشويش.. «على منهج الإعلام الإخوانى فى التدليس ونشر الأكاذيب».. وما هم إلا مجموعات من المرتزقة والعملاء الذين دمروا وطنهم وشردوا أهله.. زعموا أنهم ثوار.. ثم استخدمهم أعداء بلادهم نظير «عظمة» يلقونها لهم هنا أو هناك وسط الخرابات التى يكمنون فيها.. باعوا وطنهم مقابل سراب لن تطوله أيديهم.. وهكذا تضيع الأوطان وتهون فى أعين الجميع حين تهون فى أعين أبنائها.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

[email protected] com