عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

استقر العلماء على تعريف علم المستقبليات futurology بأنه العلم الذى يختص بدراسة الاحتمالات ورصد الممكن وتقليص الاحتمالات التى تشير إلى «اللايقين» uncertainty والهدف الرئيس لهذا العلم أصبح وضع تصور مستقبلى لحركة تاريخ دولة من الدول، وربما لحركة تاريخ العالم لعدة عقود، باستخدام المنهج العلمى، وذلك بوضع سيناريو أو أكثر للمستقبل بما فى ذلك وضع سيناريوهات لمواجهة الأزمات الطارئة والقوى المضادة لحركة التاريخ.

ويترتب على نجاح استشراف المستقبل تحديد الإمكانيات والقدرات اللازمة للحفاظ على مسار تاريخى مستقبلى صاعد، كذلك تحديد الآليات والوسائل اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة.

ولقد استقر رأى العلماء أيضاً على تعريف «السيناريو» أو السيناريوهات المستقبلية أنها فرع من فروع علم المستقبل يستهدف رصد الأحداث المحتمل وقوعها فى المستقبل القريب والبعيد، وكذلك رصد وتحديد الأزمات والقوى المضادة، ووضع تصور مستقبلى لحركة التاريخ أو إن شئنا الدقة لحركة التاريخ المحتملة صعوداً أو تراجعاً وإمكانية مواجهة عوامل التراجع والنكوص.

وبالجملة فإن سيناريوهات المستقبل تشتمل على رصد مستقبلى مفصل للمسار أو السياق الذى يجب أن تختاره وتسير فيه حركة التاريخ.

وبديهى أن وضع السيناريو أو السيناريوهات تمت صياغته على يد فريق من العلماء متنوعى التخصصات، وفى مقدمتهم مؤرخون، وإن كان لابد من التنويه إلى أن النظرة الفلسفية للتاريخ ستؤثر حتماً على الدراسات المستقبلية فرؤية باحث لحركة التاريخ على أنها تنطلق فى خط صاعد أو هابط أو فى حركة دائرية، ستفرض نفسها على رؤيته لحركة المستقبل.

ولمزيد من التوضيح فتصور باحثا لدور الإنسان كصانع للعملية التاريخية على أنه دور سلبى لا قيمة له، سيؤدى ذلك إلى نفى السيناريو المستقبلى تماما وانتظار المستقبل كما سيقع دون تدخل الإنسان، بينما لو انطلق باحث آخر من أن الإنسان صانع التاريخ له دور إيجابى ومؤثر فى صناعة التاريخ وصوغ المستقبل، سيكون الوضع مختلفا تماما، حيث سيساعد هذا الموقف على التخطيط ووضع أهداف والعمل على إدارة المستقبل، ووضع تصور تاريخ مثالى وتنمية مستدامة وحياة ملائمة.

على كل حال يكاد ينعقد الإجماع على دور التاريخ فى صياغة سيناريوهات المستقبل.

يقول المفكر الفرنسى فولتير «التاريخ هو روضة الأمم وكل أمة تحصد ما غرسته هذه الروضة لبناء مستقبلها، أى أن حصاد الآمال المستقبلية وثيق الصلة بالبذور التى نثرت فى روضة التاريخ».

ويقول أحد الأدباء وهو يصف التاريخ أنه المستقبل الذى تمتد جذوره من الماضى، وللحديث بقية.

----

أستاذ التاريخ المعاصر