عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد

يبدو أن قدر مصر أن تحيا والمعارك  مستمرة.. نار من حولها لا تهدأ، فهى الدولة التى  خاضت الحروب وتحملت مسئولية الأمة العربية وساعدت كل الدول بل أقامت مبانيها وشيدت المعابر والكبارى بها وعلمت أبناءها، ونقلت حضارتها  وأرسلت معلميها ومهندسيها  ومشايخها الكرام لبناء الإنسان العربى على أراضيها.. ولم يشفع ذلك للزمان، بل تدور مصر الآن فى بحور الحروب.. وأهمها الآن حرب المياه و حرب الفساد وحرب الانتماء للوطن.. مصر التى بنت وشيدت وحاربت وانتصرت وصبرت على ميزانيات الحروب وتقشف التسليح، وها نحن نجنى ثمار سياسات خاصة من الحكام والمواطنين ومنها حرب المياه.. ومن يتصفح صحف إبراهيم وموسى عليهما رحمة الله وأقصد الأستاذ إبراهيم سعدة والأستاذ موسى صبرى الكاتبين الكبيرين والصحفيين الواعيين والمبصرين بنظرة ورؤية بعيدة لكل هذه المشاكل.. من يتصفح صحفهما.. يجد ما نعيشه الآن وكأنهما كان يقرآن من كتاب مكتوب.

وشرفت بأن كنت محررة مسئولة عن نهر النيل كما كانا يقولان.. وكتبت عن تحلية مياه البحيرات وقناة «جونجلى» ومعى الزميل الراحل عبدالمنصف، وكم نشرنا صفحات عن «دلتا موازية» لتخزين مياه النيل التى تأتى لنا من السودان الشقيق، كم حاربنا جميعاً أساتذة وتلاميذ حتى لا نغسل السيارات بخراطيم المياه! ولا نرش الشوارع بالخراطيم أيضاً.. ورحم الله د. عبدالعظيم وزير محافظ دمياط والقاهرة الراحل عندما أصدر قراراً بمصادرة الخرطوم وغرامة «100 جنيه» لمن يرش الشارع بالمياه الحلوة والنقية وسرعان ما تغير ودفن القرار فى الأدراج.

د. محمود شريف وزير الإدارة المحلية وأستاذ جراحة الأورام والعالم الجليل زار مدن وقرى الصعيد أثناء السيول التى دمرت المنازل وأغرقت المزارع ووضع خطة مع كوكبة من المحافظين كانوا من القوات المسلحة أبطال حرب أكتوبر للانتفاع بمياه السيول، وتابعوا بحكمة وإصرار سلامة مخرات السيول والتى بنى عليها عشرات المساكن للأسف الشديد، ووضعوا معاً خططا لرى الحدائق بكل المحافظات بالمياه العكرة مع الرى بالطرق الحديثة توفيراً للمياه، وللأسف الشديد وبالتوازى مع هذه السياسات الوطنية، كانت هناك سياسات تخريبية تهدر هذا العلم والعطاء فتردم البحيرات والمصارف، ويبنى مكانها المدارس والمبانى مع قرارات وزارية بالبناء على الأراضى الزراعية وإهدار مياه الرى بما لا يسر عدوا ولا حبيبا، ولم يحاكم بالرغم من سجنه وتوجيه العديد من الاتهامات اليه، وها  نحن الآن على أبواب معركة يعلم الله مداها من أجل نقطة المياه.

والكرة الآن فى ملعب الشعب المصرى الأصيل والذى ما زال الله يمنحه الحياة. ففى الوقت الذى تعبث إثيوبيا بقضية المياه، تنزل الأمطار والسيول علينا وينمو الفيضان كثيراً، فلك الحمد كله يا رب ولكن أين الإعلام والصحافة من توعية الشعب بأبعاد المعركة ولن أقول مشكلة.. لقد كتب أحد الصحفيين عن اعلانات الست سنية والتى نجحت فى الحد من الإسراف المائى متندراً للأسف عليها مما يدل على أن الإعلام فى واد والمعركة بكل أبعادها ومحاربيها فى واد آخر.

أعان الله الرئيس السيسى لحل هذه المعركة وأدعو الله ألا تتفاقم وأن يعى الشعب كله حجم هذا التحدى الحياتي لنا، وأن يعمل كل مواطن لتخفيف آثار العطش والجوع ـ لا قدر الله ـ بترشيد المياه وتوفير الهدر والفاقد من الخضر والفواكه وكل الأطعمة لأنها نتاج الماء الذي منه كل شىء حى.. ولك الله يا مصر.