رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

 

 

 

عبر الهاتف الذكى.. فيديو كول كانت تحكى فى انفعال صادق أعرفه جيدا وتسألنى كيف تجد سندا قانونيا تدافع به عن تلك الأقلية المسلمة «الروهينجا» التى تحرق وتباد جماعيا فى حفر كجهنم على ايدى جنود وسلطات ميانمار، والفتيات اللاتى اغتصبن بصورة جماعية ممنهجة، قتل منهن من قتل وفرت بالعذاب من فرت، تحت سمع وبصر كل العالم المتشدق بحقوق الإنسان، ألحت فى سؤالها، لأن اجابتى ستتوقف عليها درجاتها فى امتحان الترم بكلية القانون فى هولندا، فى الامتحان يتم تقسيم الطلبة مجموعة تتبنى دور دول او أقليات مجنى عليها ومضطهدة، ومجموعة تقوم بدور الدولة او الجهة المعتدية، ومجموعة تتولى الدفاع عن الضحية ورابعة تدافع عن الجانى، هكذا يدربونهم استعدادا للمستقبل، وكان نصيبها ان تدافع عن الأقلية المسلمة فى ميانمار، وللأسف لم تجد اى سند قانوني امام المحكمة الدولية لجرائم الحرب، والمفترض ان تلجأ اليها الروهينجا لمعاقبة ميانمار على جرائمها البشعة.

لأنه ببساطة ميانمار ليست عضوا بحكمة جرائم الحرب الدولية، بالتالى لا يمكن محاكمة مجرميها مرتكبى التصفيات العرقية ضد مسلمى الروهينجا، فيما تحاول بنجلاديش الجارة المتضررة من فرار الناجين من الروهينجا اليها، تحاول إيجاد صيغة قانونية لإقامة الدعاوى ضد حكومة ميانمار ومجرميها، تقول ابنتى بدموعها، ان غياب الحق والوسائط القانونية الدولية لحماية المسلمين فى ميانمار ومعاقبة المجرمين، يشجع على ارتكاب مزيد من التصفيات العرقية والجرائم ضد المدنيين العزل.. نساء.. أطفالا.. شيوخا وحتى رجالا.

ابنتى.. أنا عاجزة.. ولأول مرة لا تجدين لدى إجابة عن سؤال لك، ابنتى أمام سؤالك وعجزى، تنتابنى رغبة التوقف عن الكتابة، وهى رغبة تنتاب بعض  الكتاب خاصة اذا كانوا قد وهبوا أقلامهم للدفاع عن الحق اينما كان وواجهتهم الإحباطات، بنيتى دموعك غالية ودماء هؤلاء المسلمين غالية جدا، كيف ستتمكنين من مناظرة أهل الباطل دون ان تمتلكى حكمة قانونية للدفاع، حقاً تمتلكين الحجة الإنسانية وتجيدين استعمالها، ولكن حجة القانون ضرورية، والقانون سيف مسلط على رقاب المجرمين، ويجب ان تملكى آليات استخدام هذا السيف، فقد يقتل الإنسان بالعصا، وبيده سيف لا يحسن استخدامه.

بنيتى الله قدر لك دراسة  القانون الدولى، وانت تجدين هذا القانون عاجز عن حماية الأقلية المسلمة، وأقليات أخرى فى دول ليست عضوا فى محكمة جرائم الحرب الدولية، وبالتالى يطبق هؤلاء المجرمون قانون الغاب، لعلمهم أنهم بمنأى عن المحاسبة القانونية الدولية.

بنيتى جففى دمعك.. تُذكريننى بدموع القاضى الدولى المصرى فؤاد عبدالمنعم رياض، حين حكى لى كيف بكى وهو قاض له شأنه فى محكمة جرائم الحرب الدولية ليوغسلافيا السابقة، وهو يطالع جرائم الابادة التى تعرض لها المسلمون على يد الصرب، كانوا يقذفون المواليد فى الهواء ويتلقفونها على أسنة الرماح، يغتصبون الاطفال.. النساء امام رجالهم، ثم يقتلون الرجال جماعيا ويبقرون بطون الحوامل، بنيتى انا وغيرى من المسلمين او البشر المؤمنين بحقوق الإنسان، اينما كانت بغض النظر عن اللون والجنس والديانة، نعلق عليكم الآمال ابناءنا المتعلمين تعليما دوليا، بأن تحتلوا مراكز رفيعة، وتسعوا الى تغيير القوانين الدولية لتكون أكثر شمولية فى حماية كل الأقليات مسلمة او غير مسلمة، وكل حقوق الانسان، نعول عليكم ان تتولوا مناصب قضائية رفيعة فى المحاكم الدولية، لتضبطوا موازين العدل بعيدا عن تسييس الأحكام.

بنيتى فتيات الروهينجا وغيرها من فتيات الأقليات لن ينصفهن المجتمع الدولى، فالصمت تواطؤ والكل محمل بالعار، ولكنى أراهن أنكم أيها الشباب من ابناء المسلمين والعرب ستغيرون التاريخ فى المستقبل ستغيرون وجه هذا الظلم، لتحقيق الكثير من العدل، فجففى دموعك لترى الحقيقة اوضح بلا غيم، اكملى دفاعك الصورى عن الروهينجا، اجتهدى انت وزملاؤك، اقترحى، ارفعى صوتك عاليا.. الشباب الواعى مثلكم سيغير وجه العالم للأفضل.. ثقتى فى الله وفيكم كبيرة.

 

[email protected]