رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

إذا اختلف اللصوص ظهر المسروق، والخلاف بين أشبال الجماعة الإرهابية وقيادات فى الجماعة ليس على سرقة حبل غسيل ولا نشل محفظة فى سوق أو محطة قطار، ولكنه على تدمير وطن، الأشبال يتهمون القيادات بأنهم يحصلون على ملايين الدولارات من سفاح تركيا وأمير الإرهاب، ويقيمون فى القصور والفيلات، ويمنحون الشباب الفتات، إلى أن وصل الأمر «كما كتبوا فى بعض التدوينات» إلى قطع المكافأة الشهرية عنهم، وتركوهم يواجهون الأزمة بمفردهم، بعضهم يتسول فى شوارع اسطنبول وأنقرة، وبعضهم خدم فى قصور الدوحة فى دولة أمير الإرهاب، وبعضهم اتجه للانتحار بعد تخلى الجماعة عنهم، وتركتهم يعيشون فى ظروف ضاغطة كما اتجه بعضهم إلى الإلحاد.

الفساد الذى ينخر فى جسد الجماعة الإرهابية كشف المستور الذى كان يحتفظ به محمود حسين ومحمود عزت وإبراهيم منير ويوسف ندا، وهو تغريرهم ببعض الشباب المراهق الذى صدق أكاذيبهم بأنهم سيدخلون الجنة إذا نفذوا تعليماتهم بارتكاب عمليات التخريب المكلفين بها، ودفع قيادات الجماعة بالشباب إلى الهلاك، وتركوهم يواجهون مصيرهم بمفردهم، بينما القيادات يعيشون فى نعيم وحياة مرفهة من خلال الملايين التى يحصلون عليها مقابل وضع الخطط الإرهابية التى ينفذها الشباب المغلوب على أمره من خلال الأحزمة والعبوات الناسفة.

أشبال الجماعة اكتشفوا أن القيادات الإرهابية تتعامل معهم بسياسة العصا والجزرة، فقرروا فضحهم وكشف موارد التنظيم التى يقومون بجمعها لصرفها على حياتهم الخاصة فى العواصم العالمية، ويدفعون الشباب إلى ارتكاب الجرائم الإرهابية، بعد قيامهم بإجراء عمليات غسيل مخ لهم. فى فيلم «السفارة فى العمارة» دار حوار شبيه لما يحدث فى الواقع الذى تعيشه الجماعة الإرهابية عندما تم إعداد حزام ناسف لبطل الفيلم الفنان الكبير عادل إمام وأقنعه الفنان ضياء الميرغنى الذى كان ينتمى إلى الجماعة الإرهابية فى الفيلم بأن القدر اختاره لتقديم أكبر خدمة للأمة الإسلامية وطلب منه ارتداء حزام نأسف وتفجير نفسه فى العمارة التى تقع فيها السفارة الإسرائيلية، وقال له: إن الشهادة مكافأة على هذا العمل، ويطلع فوق مع الشهداء وكان سؤال عادل إمام: أنا أطلع فوق وأنتم تقعدوا تحت؟ ثم قال «عادل» ما تطلعوا أنتم فوق وسيبونى تحت، فنظر له الميرغنى شزرًا معناها نفذ!

ناس فوق تنفجر وتتحول إلى أشلاء وناس تحت تقبض الثمن وتعيش الحياة المرفهة الناعمة بفلوس الإرهاب، هذا هو حال قيادات الإخوان الذين كشفهم الشباب الذي غرروا به، وحولوه إلى قنابل تهدد الوطن لا لشىء إلا لتخريب البلد لمصلحة أجهزة خارجية، والمخططون لهذا التخريب إرهابيون كبار يحصلون على الملايين، والمنفذون إرهابيون صغار يحصلون على الفتات، فاتجهوا للتسول والانتحار، تمرد أشبال الجماعة يؤكد أنه سيأتى يوم ينقلب فيه السحر على الساحر، بعد أن وقع الجميع فى بعض وكشفوا أنهم لصوص يتشاجرون على المقابل الذى يتقاضاه كل منهم من تخريب الوطن.

أشبال الإخوان لم يقرأوا التاريخ ولو قرأوه وتابعوا نشأة جماعة الإخوان الإرهابية لتأكدوا أن الشباب فى كل مراحل الجماعة هم وقود معارك الجماعة يقذفون بهم فى أتون النار ويختبئون هم، ويتخلون عنهم عند اللزوم، وهذا ما حدث فى فترة الأربعينيات عندما حرضت الجماعة أحد الشباب على قتل محمود فهمى النقراشى وتبرأ منه حسن البنا مرشد الجماعة وهدد الشاب بالانتحار وما أشبه اليوم بالبارحة.