رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

 

أجمل ما فى ثورة اللبنانيين، أنهم ثاروا على الحزبية والمذهبية والايدولوجية، ثاروا على كل ما سبق وقسمهم عرقيًا ودينيًا ومذهبيًا وأيدولوجيًا وطبقيًا، وقفوا فى الميادين يدًا واحدة، المسلم السنى والشيعى والمسيحى البروتستانت والكاثوليك، والدرزي، يرفعون راية الوطن، ويطالبون برحيل النظام: كلك يفلوا. حسن نصرالله وحزبه وجيشه، ونبيه برى وبرلمانه وحركة أمل، جميع الأحزاب والكتائب المسيحية والسياسية التى تكسبت وتربحت من انقسام وتحزب الشعب

عض قلبى ولا تعض رغيفى، المواطن يمكنه أن يتسامح، ويغض الطرف عن الكثير، لكن عندما تمس قوت يومه سيثور، وبحمد الله الأنظمة العربية أغلبها يشوبها الفساد، وتتسلط بالدكتاتورية والفاشية، وتستغل الدين والمذهبية وكل شيء فى إخضاع الشعوب، والمواطن العربى يئن منذ عقود طويلة بسبب البطالة، والتخلف، والجهل، والديكتاتورية، والفقر، المرض.

 أغلب هذه الأنظمة حبست شعوبها فى عنق الزجاجة، وتطالبه منذ ولادته بشد الحزام على بطنه، وتمر السنوات ويكتشف أن وعود الحكومة مجرد سراب، وهو بالكاد يوفر قوت يومه هو وأولاده، وفى ظل تفشى الفساد تنتشر البطالة ويتحول الشباب إلى وحش، يأكل نفسه أو يأكل جيرانه ووطنه، غير المتعلم يلجأ فى البطالة إلى الجريمة لتوفير نفقاته وبعضهم إلى الإدمان، والمتعلم خريج الجامعة فى بطالته يتوتر ويدمن المخدرات أو يثور على النظام بسبب عدم توفيره فرص عمل.

أخطر ما تواجهه الشعوب العربية هو بطالة الجامعيين، وهم بحمد الله بالملايين، تدفع بهم الجامعات سنويًا إلى سوق العمل، وتمر الأيام والشهور ويفاجئون بأن الأسواق والفرص مغلقة فى وجوههم، الحكومة لم تفكر فى فتح الأسواق للاستثمار، قوانينها بالية تشجع على الفساد والرشوة، وتقييد الحريات وهو ما يدفع المستثمر الأجنبى إلى الإحجام عن إقامة مشروعات، كيف ينفق بعض من أمواله فى بلد نظامه قمعى يقهر المواطن ويقيد حريته، ما يفعله فى شعبه سينفذه فى الأجنبي.

غير المتعلم احتياجاته محدودة ترتبط بالطعام والملبس، المتعلم احتياجاته تتوافق وثقافته وطبقته وطموحاته، غير المتعلم يتحايل على المعيش بالانضمام لأى حرفة، المتعلم لا يجيد سوى ما تعلمه فى جامعته، وقد يتحايل على البطالة بالعمل فى حرف أو مهن ليسد قوت يومه، لكنه فى النهاية يحمل الضغينة، ويعلن نقده وانتقاده للحكومة وللنظام.

المحتاج مثل الغريق يسهل قيادته، فقد يجره البعض للإدمان أو الجريمة أو الاتجار بالمخدرات، وقد يضمه البعض الآخر إلى التطرف ومعاقبة الحكومة والنظام، الشاب العطل المتعلم مثل القنبلة المعدة للانفجار فى أى لحظة، ورب الأسرة الذى يشعر بالعجز عند توفير احتياجات أولاده من طعام وشراب وملبس وتعليم، بسبب ضعف المرتبات أو المعاشات أو انتشار الفساد، مثله مثل الشاب المتعلم أصبح لغمًا متحركًا يمكن جره للجريمة أو الإرهاب أو للتفجير فى وجه النظام.

اللبنانيون بسبب الفساد والبطالة والغلاء والضرائب وضعف الرواتب وسوء المرافق والخدمات تحولوا إلى قنابل معدة للانفجار، خرجوا إلى الشوارع تاركين خلفهم: الملة، والمذهب، والحركة، والحزب، رفعوا راية الوطن، وطالبوا بالعدالة الاجتماعية، ورحيل النظام الذى شاخ، رحيل جميع الوجوه الحزبية والدينية والحكومية الذين تناوبوا الحكم منذ 30 سنة وأكثر فى البلاد، وقفوا يدًا واحدة وقالوا: فلوا، كلك يجب أن يفلوا، لا نريدكم، كفى فسادًا، وتحزبًا، وعنصرية، وسياسات فاشلة، فلوا.

 

[email protected]