رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التعامل مع البشر ليس بالأمر الهيِّن أو اليسير، ومخطئ تمامًا من يقول بعكس ذلك، خاصة إن كان هذا التعامل مفروضًا عليك فرضًا ومرغمًا عليه ولست مخيرًا فى مسألة قبوله أو رفضه، كعلاقات العمل مثلًا؛ علاقة رئيس العمل بمرؤوسيه والعكس صحيح والعلاقات المتبادلة داخل فريق العمل الواحد.

وحتى إن كان هدفك الأول أو شغلك الشاغل هو إنجاز مهام العمل وتحقيق أهدافه بسرعة وكفاءة وفعالية، فلا شك أنك وبالتأكيد ستصطدم بأنواع كثيرة من الشخصيات التى قد تبدو لك غريبة بعض الشيء والتى لم تقابلها فى طريقك من قبل، ويقينًا قد لا تعرف الطرق المثلى للتعامل معها دون أن تؤثر عليك سلبًا أو أن تقلل من شغفك لإنجاز عملك.

وتلك الإشكالية الكبرى، والتى قد يكون لها نتائج سلبية عدة تؤثر تأثيرًا مباشرًا على سير العمل وقد تعرقل تحقيق الخطة الإنتاجية نظرًا لصراعات فريق العمل الواحد، خاصة إن لم يتوفر لديك نظام إدارى قوى وفعال أو مدير قادر على أن يحتوى كل أنماط الشخصيات فى بوتقة واحدة والتعامل معهم وفقًا لدوافعهم النفسية والاجتماعية، كل ذلك من أجل الدفع بفريق عمل قوى قادر على مواجهة التحديات وتحقيق المستحيلات.

فكلنا جميعًا بلا استثناءات، قد واجه صعوبات فى التعامل مع أنماط غريبة من الشخصيات فى مجالات العمل المختلفة، فمن منا لم يصطدم بشخصيات غير سوية فى مجال عمله، اعتادوا على أن يُنكروا مجهودك الشخصى أو يقللوا من أهميته أو حتى فى أكثر الافتراضات سوءًا ينسبون جهدك لأنفسهم؟

من منا لم يُفاجأ بوجود شخصيات مريضة اغتاظت من نجاح المتميزين فدأبت وبمنتهى القسوة والشر على تشويه صورة كل ناجح وإلصاق التهم بالمخلصين والمتقدمين فى عملهم حتى ينال ذلك منهم ويعرقل نجاحهم؟

من منا لم يصطدم أيضًا بوجود المتحيزين وغير الموضوعيين فى مجال عمله، خاصة ممّن يملكون وفقا للوائح جهات عملهم أمر تقييم نتائج أعمالك وتقديرها، فتراهم يتعاملون معك بدوافع واعتبارات شخصية وفقًا لمشاعر الحب أو الكراهية متناسين فى ذلك مجهودك وعملك؟

وحتى إن أخلصت فى عملك وبذلت فيه خالص جهدك، فستقابل نوعًا من الشخصيات لا يعرف عن مفاهيم التقدير والتحفيز شيئًا، أو حتى يعرفها ويبخل فى تقديمها لك حتى ولو كان تقديرًا معنويًا لن يكلفه أى شيء.

والأمثلة كثيرة وحدث بلا حرج وكلها واقعية حدثت مع أغلبنا، فكلنا قد اصطدمنا بالشخصيات السلبية المؤذية والنرجسية والعصبية والعنيدة والمحبطين وغيرهم الكثير والكثير.

وتنتشر هذه الأمراض الإدارية بكثرة نظرًا لترهل الأنظمة الإدارية وعدم تطبيق مبادئ الإدارة السليمة فى الجهاز الإدارى للدولة مع عدم وجود رقابة فاعلة على مجريات الأمور فيه، ليس فقط من أجل كشف الفساد فيه والقبض على المتلاعبين بمقدرات الدولة وأموالها بل رقابة تهدف إلى تحسين معدلات الأداء وفقًا لقواعد الإدارة الحديثة المطبقة عالميًا مع خلق جو تنافسى نظيف مع الرغبة الجادة فى الحفاظ على العنصر البشرى وصيانته والعمل على إظهار النماذج المضيئة فيه مما يفرز لنا سلسلة بشرية ضخمة من المتميزين والمطورين والعباقرة مما يعود بالنفع على المجتمع ككل، بدلًا من كبته والقضاء على مواهبه ونسف شغفه وإقحامه فى صراعات مباشرة وغير مباشرة قد تعرقل تطوره وتقف حائلًا ضد إنجاز العمل على أكمل وجه.

ومن أجل ذلك كله أوجه ندائى إلى كل المسئولين عن الجهاز الإدارى للدولة أن يتم تطبيق وتنفيذ مجموعة متكاملة من الدورات التدريبية المكثفة عن كيفية التعامل مع أنماط الشخصيات المختلفة وفقا للدوافع النفسية، مع توفير أنظمة رقابة جادة وحيوية على من يتولون مسئولية الإدارة فى كل قطاعات الدولة كى يطبقوا ولو بالقوة قواعد ومناهج الإدارة السليمة بلا أى استثناءات أو تحيزات أو مصالح مستترة، وأن يتم نسف مبدأ التقييم وفقًا للاعتبارات الشخصية.

فلا تتركوا العنصر البشرى المتميز فريسة سهلة لهؤلاء المرضى، مما يهدد بانقراضه!

 

[email protected]