رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نحو المستقبل

كم كان جميلًا أن أحتفل ويحتفل معي شباب الجامعه بنصر أكتوبر المجيد على هذا النحو المميز الذي كنت أطمح إليه وأتمناه منذ تحقق النصر من 46 عامًا مضت. صحيح أننا فى كل عام كنا نحتفل به على المستويين الرسمى والشعبي كما كنا نحتفل به طوال تلك السنوات الماضية فى كلية الآداب وفى جامعة القاهرة ككل، وكم شاركت واستضفت عشرات القادة والمراسلين الحربيين للحديث عن هذا النصر العظيم وقت أن كنت رائدًا للجنة الثقافية، ثم رائدًا لاتحاد طلاب كلية الآداب لسنوات طويلة سابقه، لكن احتفال هذا العام كا رائعًا ومختلفًا. فقد اجتهد د. أحمد الشربينى عميد الكلية ووكيلاها د. رجاء أحمد ود. جمال الشاذلي ومدير مركز الدراسات التاريخية د. رجب سلامه ومعهم د. شريف شاهين وكيل الكلية لشئون الطلاب ومعاونوهم من موظفى الكلية وادارة رعاية الشباب فى تنظيم ندوتين مهمتين؛ الأولى بعنوان «الشباب وحرب اكتوبر 73» التى استضافت اثنين من القادة الذين شاركوا فيها هما اللواء مجدي شحاتة واللواء د. مهندس معتز الشربيني.

 وقد تحدثا باستفاضة عن بطولات الجيش المصري، خاصة فى حرب الاستنزاف وبدايات حرب أكتوبر، فكشف اللواء مجدي عن أسرار الأشهر السبعة التى قضاها وزملاؤه من أبطال القوات الخاصة خلف خطوط العدو الإسرائيلي وما حققوه من بطولات وانتصارات، كما أبهر اللواء معتز الشربيني الجمع الكبير من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الحاضرين بما رواه عن معركة بورفؤاد وعن العمليات التسعة التى قام بها بمشاركة ضباطه وجنوده المختارين الذين لايزال يذكرهم بالاسم، موضحًا أن حرب 73 كانت حربًا بين القوات العسكرية وقد أثبت فيها الجيش المصري أنه قادر دومًا على قهر أعدائه والانتصار عليهم دفاعًا عن الأرض والوطن، أما حرب اليوم فهى حرب بيننا وبين أعداء يتخفون وراء الشائعات التى يطلقونها والمعلومات الكاذبة التى يملأون بها شبكات التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية الموجهة إلى مواطنينا وبالذات إلى شبابنا!

أما الندوة الثانية فكانت تحت عنوان «حرب اكتوبر فى الوثائق العبرية» وهي ندوة تحدث فيها الدكتور ابراهيم البحراوى الذي أشرف على ترجمة هذه الوثائق وكشف ما بها من أسرار، كما تحدث فيها اللواء وائل عبدالحكيم من أكاديمية ناصر العسكرية، ومن أساتذة اللغة العبرية تحدث د. جمال الرفاعي من جامعة عين شمس ود. محمد صالح من جامعة القاهرة. وقد استكمل شباب الجامعة من خلال هذه الندوة معرفة مدى ما أحدثته انتصارات الجيش المصري من زلازل فى المجتمع والشعب والجيش الاسرائيلى، حيث إن ما ترجم من وثائق المحاكمات التى تمت فى إسرائيل لقادة الجيش والمخابرات الإسرائيلية كشفت عن مدى الدهشة والرعب من هول المفاجأة التى حققتها مصر وقادتها وجيشها للعدو ومدى ما كبدته من خسائر فادحة تحطمت معها أسطورة الجيش الذى لا يقهر وتحطمت معها أطماع إسرائيل فى المنطقة بأسرها!

وكم كان جميلًا أن يتواكب مع ذلك عرض فيلم «الممر» على القنوات الفضائية المصرية لتكمل الصورة السينمائية الصورة الشفهية فى أذهان شبابنا الذين لم يروا هذه الحرب ولم يتعرفوا من قبل على انتصارات الجيش المصري فى حرب الاستنزاف التى كثيرًا ما غفلت عنها الأعمال السينمائية السابقة. لقد قدم صناع فيلم «الممر» كتابة وإخراجًا وتمثيلًا صورة رائعة عن هذه الحرب وبطولاتها وجوانبها النفسية والاجتماعية تميزت بالموضوعية وعدم المغالاة إذ كانت هذه الحرب هي عنق الزجاجة التى خرج بها الجيش والشعب المصري من معاناة آلام هزيمة 1967 وانكساراتها إلى أمل القدرة على تحقيق النصر وتحرير الأرض! وكم سيكون جميلًا مع احتفالاتنا القادمة بذكرى انتصارات أكتوبر أن نشاهد من صناع السينما المصرية أفلامًا على نفس المستوى. ولعلي أهمس فى أذن شريف عرفة أن صورة المراسل العسكري فى «الممر» كانت غير موفقة في الفيلم شكلًا وموضوعًا. ودائمًا تحيا مصر ويحيا جيشها العظيم وقياداته الشجاعة.

 

[email protected]