رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لوجه الله

جاء الرفض الأمريكى الروسى لمشروع قرار إدانة الغزو التركى لشمال سوريا فى مجلس الأمن.. كطلقة كاشفة فضحت الكثير من كواليس ما يحاك للمنطقة العربية.. كما جاءت تصريحات ترامب المتضاربة.. وتبريراته الهزلية لتخليه عن حلفائه الأكراد.. لتؤكد أن الدور الذى يلعبه العميل التركى فى المنطقة أخبث بكثير مما يظن أغلبنا.

نعلم جميعًا أنه لولا الضوء الأخضر والتنسيق الأمريكى المعلن والروسى السري.. لما جرؤ أردوغان على تحريك قواته مترًا واحدًا تجاه سوريا.. فماذ حدث؟ لماذا أعطوه الضوء الأخضر؟ ثم انتقدوه؟ ووفروا له الحماية فى مجلس الأمن؟ وأخيرًا أعلنوا ضده تهديدات باهتة وغير جادة!.. فهل لدى أردوغان ما سيقدمه لأمريكا وروسيا مقابل الصمت على جريمته؟.. أم أنه قدم ما لديه بالفعل واحتلال شمال سوريا هو المقابل الذى يسعى العميل لتحصيله الآن؟!

بداية يجب أن نتذكر جيدًا.. أن تركيا كانت البوابة الرئيسية لغزو العراق وتدميره.. كما كانت بوابة رئيسية لتدمير سوريا.. وكانت أوسع الأبواب والملجأ اللوجيستى الرئيسى لنقل مقاتلى داعش إلى الدولتين العربيتين وعبرالبحر الأبيض لليبيا وغيرها.. كما كشفت فضيحة صفقات النفط بين عائلة أردوغان وداعش حجم العلاقة بينهما.. وأخيرًا يسعى لتحرير أسراهم من أيدى الأكراد.. وإطلاق ذلك «المسخ الأمريكي» من جديد لإخافة وإهانة العرب.. بالطبع هو لم يفعل ذلك من منطلق أيديولوجي.. قدر ما هو تفانى الخادم فى خدمة سيده.

ولم تتوقف خدمات أردوغان لأسياده عند هذا الحد.. فبعد فشله الذريع فى النيل من مصر عبر جماعة الإخوان المشبوهة.. انطلق ليوقع اتفاقية للدفاع المشترك مع إثيوبيا.. «اتفاق لا قيمة له».. لكنه مثل دعمًا لها ولو وهميًا فى مواجهة مصر.. وهناك فى البحر المتوسط.. حيث زعم أنه صد اللاجئين السوريين عن أوروبا.. ذهب الخادم ليواصل خدماته لأسياده.. بتعطيل مشاريع الغاز شرق المتوسط.. وإثارة البلبلة والمشاكل حولها.. وبالطبع ما يفعله هناك يصب بشكل مباشر فى مصلحة روسيا المصدر الرئيسى للغاز لأوروبا.. والسطو على بعض الحقول القبرصية أو اليونانية ليس أكبر ما يطمح إليه هناك.. وأمام هذه الخدمات الجليلة.. كان للخادم أن يطالب أسياده بقطعة سكر.. وبالطبع لم تكن إلا.. الشمال السوري.. وهذا ما يفسر الموقف الأمريكى المرتبك والمتردد.. ما بين مكافأة العميل ومشروعية طلبه.. لقد بدأ الخادم حربه ولا يعلم أحد كيف ستنتهي.. وأمسكت أوروبا وروسيا وأمريكا العصا من المنتصف.. لذا لن نتفاجأ عند أى تغير حاد فى المواقف.. كما لن ننبهر لو تبين فى النهاية.. أنه حان الوقت للتخلص من العميل السمج.. وأن «قطعة السكر» لم تكن إلا الطعم الذى ابتلعه ديكتاتور سابق حلم باحتلال جيرانه فدمر وطنه!

 [email protected]