رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

 

 

 

وضعتنا هذه السيدة فى موقف حرج عندما عقدت مقارنة بين البواب وتاجر المخدرات والموظف المرتشي.

الموقف هو سؤالها: هل من الأفضل لابنتها أن يكون والدها بوابًا لإحدى العمارات ينفق علي أسرته من المال الحلال أم يتحول إلى تاجر مخدرات يبيع السموم للشباب وينضم إلى أصحاب الملايين ويمتلك العمارات ويركب أفخم السيارات ويصبح من علية القوم، أم يكون موظفا مرتشيا يطلع عين المواطنين،  ويأخذ مقابل  الخدمة،  وبرضه يجمع مبالغ مش بطالة، ويغير سكنه وجلده،  وجيرانه؟

أما سبب السؤال فتقول أنها زوجة بواب وفخورة بذلك، لأنه عمل شريف حصل عليه زوجها بعد نزوحه من الأقاليم ليستقر به الحال فى الإسكندرية، ومن خلال حراسته للعمارة  وحصوله على راتب ومساعدات من السكان استطاع أن يربى ابنته ويدخلها المدرسة، وقرر أن يأكل من عمل يده، حتى لو كان عملا بسيطا، فهو الأمين على حياة سكان العمارة وخدمتهم.

الست قانعة بأنها زوجة بواب يحصل على  راتبه كل أول شهر بخلاف مساعدات السكان مقابل شرائه احتياجاتهم من السوق. أما ما هى المشكلة وما هو الموقف الذى جعلها تضيق بالدنيا وما فيها فهى ابنتها «ر». الابنة فى مدرسة،  ولسوء حظها أن زميلة لها «ش» فى نفس المدرسة، هذه «البنت» والدها مهندس فى إحدى الشركات، ومارست التنمّر على «ر» ابنة البواب، وفى أحد الأيام، تشاجرت «ر» مع «ش» وجاءت أم الأخيرة  حرم سيادة المهندس وانهالت على «ر» بالضرب، الضرب لم يؤلم «ر» أكثر من سبّها بوالدها، قالت لها أم زميلتها: إنتِ بنت البواب وبنتى بنت مهندس ولو ضربتك بالجزمة مترديش عليها، وإذا ضربتك على خدك الأيمن قدمى  لها الأيسر تنهال عليه  تلطيشا. المسكينة «ر» انهارت، وأصيبت بأزمة عصبية ونفسية، وترقد الآن فى المستشفي، وأبوها يا ولداه، ترك العمارة وداير يبحث عن حق ابنته ما بين المدرسة وقسم الشرطة.

إيه حكاية بنت الأكرمين، ولماذا كل هذا الافتراء على خلق الله؟ ربما البواب وبنته وزوجته أفضل بكثير من عائلات جمعت ثرواتها من النهب والسرقة والرشاوى وعائلة البواب أفضل من كثيرين لا يراعون الله فى تعاملهم مع البسطاء.

يا ست أم «ر» القانون سوف يأخذ حق ابنتك، والبواب أفضل من تجار المخدرات ومن الموظف المرتشي، والبواب الذى ينتمى إلى وطنه ويحافظ على الأسرار، ويكشف الغرباء، أفضل من الخونة الذين يجلبون الغرباء للاختباء فى بعض الأماكن ليخططوا من خلالها لارتكاب أعمال عدائية.

أى عمل شريف فهو مقبول، أما اللا مقبول هو العمل الذى يخالف القانون، عمل البواب ليس عيباً إذا كان يتمسك بالقيم والمبادئ والأخلاق،  والعار لمن يتطاول على هؤلاء البسطاء الذين يريدون أن يأكلوا لقمتهم بالحلال.

حالة التلميذة «ر» تحتاج إلى رعاية اجتماعية وتعليمية وإنسانية، أما التلميذة «ش» فربنا يهديها، ويهدى الست ماما، لأنه سيأتى يوم يكون فيه كل ما فوق التراب تراباً! وسيأتي يوم معلوم تترد فيه المظالم.