رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ع الهامش

 

 

 

تستحوذ برامج الطهى على جانب كبير من الخريطة البرامجية لأغلب القنوات الفضائية من فترة ليست بالقصيرة, وهو ما يؤشر على أنها تجتذب شريحة كبيرة من, لمقدمى تلك البرامج شهرة عظيمة وبالتالى سعى المعلنون إليهم لتسويق منتجاتهم خلال إذاعة تلك البرامج, كما تشجعت بعض سيدات البيوت  للانطلاق إلى عالم اليوتيوب ومشاركة المشاهدين ما تقمن به من طهى بعض المأكولات فى مطابخهن ونجحن بالفعل فى الحصول على نسب مشاهدة كبيرة وجنين أرباحًا مادية لم تحلمن بها, وكلما كانت الطاهية غير متكلفة وعلى سجيتها وأكلاتها شعبية وبسيطة يتداعى عدد كبيرمن المتابعين اإلى تلك القنوات على اليوتيوب والذى يدفع بالدولار.

وانضمت مهنة «الطاهى» إلى قائمة ما يرغب الشباب العمل بها وتراجعت مهنة الطبيب والمهندس قليلًا كرغبة أولى.

أحد أصدقائى نجح ابنه فى الثانوية العامة بمجموع كبير وتخيل أنه سيطلب الالتحاق بكلية الهندسة وفوجئ بابنه يريد الالتحاق بكلية السياحة والفنادق ليحقق أمنيته بأن يصبح «شيف».

 فى أوروبا الآن المجتمع  يعانى من قلة الوقت الكافى للذهاب إلى المتاجر والسوبر ماركت لتسوق الخضار ومستلزماته ما أستدعى أن يبحث  البعض عن طريقة مريحة وسهلة تساعده فى طهى الطعام وتناول وجبات مناسبة فى منزله, وكان حل هذه المشكلة, هو شركة تُرسل إليهم  صناديق تحتوى على المكونات اللازمة من الخضار لإعداد وجبات عادية ويجب أن يتضمن كل صندوق قائمة بالمقادير المحددة لإعداد الوجبة، ووصفة يسهل اتباع خطواتها.

وبالفعل يوجد فى بريطانيا الآن أكثر من شركة تعمل فى هذا المجال، يقدر البعض قيمة أعمالها بنحو مليار جنيه أسترلينى سنويًا.  هذه الشركات أسسها شاب كان يعمل خبيرًا ماليًا ولم يكن لديه وقت كافٍ للذهاب إلى المتاجر، لذا فكر فى حل لمشكلته الخاصة، بجعلها أكثر يسرًا؟ فى ذلك الوقت، فاتخذ قرارًا بترك وظيفته المالية، والمراهنة على تأسيس شركته الخاصة فى مجال تجهيزات «الوجبات الغذائية» وعندما بدأ مشروعه، أداره من غرفة المعيشة بمنزله، واستعان بأصدقائه وعائلته لتجربة تلك الصناديق التى قام بإعدادها.

وكان يقوم بجميع المهام خلال الأيام الأولى من العمل، وكان الناس يتصلون به فى منتصف الليل ويسألون عن مكان استلام الطلبات وهو ما كانت زوجته تكرهه أما هو فكان يشعر بالنجاح! وببطء استطاعت الشركة إيجاد موقع لنفسها على الإنترنت والدعاية من خلال الأحاديث الشخصية مع الناس وكبرت أعماله وأصبح للشركة مصنعها الخاص، والذى ينتج فى الشهر ما يعادل 250 ألف صندوق من مكونات مبردة لحوالى 40 وجبة مختلفة , ومحكمة التغليف، والآن مبيعات الشركة السنوية تتجاوز حاليًا 100 مليون جنيه استرليني.

نستطيع تمصير ذلك النوع من الاستثمار الذى  نحتاجه لدينا بديلًا عن شراء طعام الديلفرى المكلف وغير المضمون الجودة، ومثلًا يستطيع أن يتشارك أى عدد من الشباب فى إعداد تلك الوجبات، ومن أى مكان وليكن فى منزل أحدهم ومن خلال الأهل والجيران، وصفحه على الفيس بوك يتلقون طلبات الزبائن وتسويق منتجاتهم, بديلًا لنموذج أكياس الخُضار بأيدى الباعة الجائلين أمام المصالح الحكومية.

 

[email protected]