رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

إن نهضة أى أمة تبدأ بإصلاح المنظومة التعليمية، ولذلك بات من الضرورى والمهم الاستمرار فى إصلاح العملية التعليمية بالبلاد، لقد نهض محمد على بالتعليم الحديث نهضة عظيمة وضعت الأساس لمصر الحديثة، ولمثقفيها ومتعلميها العصريين من الأفندية «غير الأزهريين». وكان عدد طلاب مدرسة الطب البشرى 700 طالب، والبيطرى 350 طالبًا، والفنون والصناعات 600، والهندسة والمعادن 150. وفتح محمد على أبواب مصر أمام بعثة من «السان سيمونيين» قوامها ستون رجلًا وامرأة، وحدد لهم برنامجًا تضمن إنشاء مدرسة للزراعة، والإسهام فى إنشاء القناطر الخيرية، وشبكة من الترع والرياحات، وإدارة مدرسة النهضة العسكرية، وإنشاء نفق شبرا.

كما قام محمد على بإقامة حفلات موسيقية وجلب المتخصصين لإلقاء محاضرات فى الآداب والفنون، ويذكر أن «السان سيمونيين» الذين أتوا إلى مصر من مهن مختلفة تمكنوا من تلبية متطلبات البرنامج الطموح للدولة المصرية، وتعلق هؤلاء الخبراء بمصر، وأنشأوا كل ما حلموا به من إنشاءات وهوايات، ويسجل رئيس البعثة برتلمى مدى تعلقه بمصر قائلًا: «إن الشرق الغامض غموض الصحراء كلمة ساحرة مليئة بالضياء، والشرق معناه مصر الساحرة.. أرض فرعون وموسى والنيل». كما اعتمد محمد على على التنويريين من رجال الأزهر فهذا الشيخ حسن العطار يرشح تلميذه رفاعة الطهطاوى كى يسافر مع ثلاثة مشايخ آخرين ليكونوا بصحبة المبعوثين الذين سافروا لدراسة العلوم الحديثة فى باريس.

كان وعى محمد على بالغ الأهمية فى تحديد ما يتطلبه من نهضة حقيقية حدد لها معايير مهمة اقتضت منه بالدرجة الأولى التركيز على المنظومة التعليمية. كلنا يعلم أن تلك الفترة من تاريخ مصر – قبل مجىء محمد على – كانت العلوم فيها جامدة ولا تتناسب مع ما يحلم به من نهضة. وهذا ما دفع محمد على إلى الاهتمام بالجانب التعليمى الذى هو مفتاح النهضة الحقيقية، وما فعله محمد على من اهتمام بالغ بالمنظومة التعليمية، كانت نتيجته ثمرة جيدة فى نهضة جديدة أدخلت مصر عالم التحديث والتجديد وبسببها تحولت مصر إلى دولة كبرى خشيت منها أوروبا. وكلنا يعلم مدى التفوق الاقتصادى والعسكرى الذى حققته هذه الدولة الحديثة ما أرعب أوروبا كلها وعقدت بذلك اتفاقية لندن الشهيرة للحد من نفوذ محمد على.

التعليم هو الأساس لأية نهضة ولا يمكن التقدم أو تحقيق حضارة بدون إصلاح المنظومة التعليمية، وبما أننا الآن أمام تعليم يستحق النسف ولا يتناسب مع ما يحلم به المصريون بعد ثورة 30 يونية من نهضة حقيقية فلابد من إعادة النظر فى كل السياسة التعليمية الحالية. نحن الآن  على أعتاب بناء الدولة الحديثة لكن لن يتحقق هذا أبدًا طالما أن العملية التعليمية الحالية بهذا السوء، ولابد من إصلاح التعليم فورًا حتى يتواكب مع الحلم الجديد فى بناء الدولة العصرية.

.. وللحديث بقية.

رئيس حزب الوفد