عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

 

 

قال لى: انخفض سعر الدولار وتراجع معدل التضخم، وانخفض معدل البطالة وزادت الصادرات، وارتفعت إيرادات قناة السويس، وحدث انخفاض فى أسعار اللحوم والخضراوات، وأسعار الحديد والأسمنت، ولم نسمع أحداً تكلم وشكر، كما نرى من يمتعض وينتقد عندما  نواجه أزمة!

فقلت له أولاً: لا شكر على واجب، لأن واجب الدولة أن تساعد مواطنيها فى الحصول على احتياجاتها بتكاليف أقل وتوفير سبل العيش لهم، والدولة لم تكف عن محاصرة غول الأسعار رغم أنها ليست السبب فى إطلاقه، ولكن جشع التجار وسعيهم للحصول على أرباح حرام هو الذى يرفع الأسعار والدولة تراقب وتتابع، وتتدخل للسيطرة على السوق وكبح جماح الأسعار.

أما عن الكلام والشكر فالمواطن المصرى يشعر فى قرارة نفسه أن الدولة لم تتأخر فى تقديم يد العون له، بعد أن بدأ الإصلاح الاقتصادى يؤتى ثماره، وتلقينا إشادات من المنظمات الدولية بأن اقتصادنا يحقق أفضل نمو، وكلامك هذا دليل على نجاح الإصلاح الاقتصادى الذى تحمله المواطنون بصبر شديد لثقتهم فى أن بعد الشدة سيكون هناك رخاء يلمسه الجميع، كما قلت له: إن مصر تستطيع  بفضل جيشها القوى الذى يحمى ترابها وعرضها، واستقرارها الأمنى الذى يسيطر على الشارع، وبوعى الشعب أن تتبوأ المكانة التى تستحقها لإصلاح ما أفسده الدهر.

صديقى يرد على إجابتى بسؤال: ماذا تقصد بما أفسده الدهر، قلت: له الإخوان الإرهابيون لم يكتفوا بالخراب الذى حل على البلاد فى سنة حكمهم، ولكنهم ما زالوا يخططون لتدمير الدولة، تارة بالعمليات الإرهابية فى سيناء، وأخرى بتحريض المواطنين على التظاهر ضد الدولة، وحتى نفوت مخططات الإخوان، فإن على المصريين كما صبروا فى مرحلة الإصلاح الاقتصادى أن يسدوا آذانهم عن دعوات الخونة والمأجورين، وينخرطوا فى العمل لاستكمال بناء الدولة.

قال لى: هى لسه الدولة محتاجة بناء، قلت له: قصدك مئات المشروعات العملاقة التى أنجزناها فى الست سنوات الأخيرة، والتقدم الخارجى الذى أحرزناه، وجعلنا ملء السمع والأبصار فى العالم، أعتبر ذلك أول الغيث، لأن العمل والبناء هو الحياة، وبدون ذلك تتحول الدولة التى لا تنجز جديداً كل يوم إلى أطلال مثل الماكينة المهملة التى تتوقف عند ضخ الإنتاج فتصاب بالصدأ وتهلك.

الدولة متجددة كل يوم، نصبح على عمل ونمسى على التخطيط لعمل جديد، فمصر التى قررت البناء والتعمير، وأخذت بجوارهما تعهدا على نفسها بأن تحارب الإرهاب ليس فى سيناء فقط ولكن نيابة عن العالم، ويراقب العالم ذلك، واحترم قرارنا وأشاد بتقدمنا، لأن العالم تابع  مرحلة محاولة إسقاط الدولة، ويتابع مرحلة البناء.

قال لى وماذا حدث: قلت له: أنت بالتأكيد طالما يهمك الحديث عن تقدم الدولة قد كنت أحد الذين انحازوا لثورة 30 يونيو، وكنت أحد الذين نادوا على جيشك لإنقاذك من عصابة المخربين الإرهابيين، ولأن جيشك يستطيع فقد لبى النداء، ووقف إلى جوار الملايين فى مطالبهم العادلة لإنهاء حكم الخونة.

قال: خونة أم إخوان قلت له: لا فرق، هم إخوان خونة، ما زالوا يمارسون الدور المرسوم لهم مقابل حصولهم على الأموال لتخريب مصر من الداخل.

قال لى ما العمل: قلت له لن تتحقق أهداف هذه الجماعة ولا أهداف محرضيها الذين يمولون أفرادها، هؤلاء اللقطاء ليسوا من مصر، وإن كان بعضهم ولد فيها وتنكر لها مقابل المال.

سألته: هل تبيع بلدك؟ قال: لا وهل الوطن سلعة؟ قال: لا.. قلت له: الوطن هو العرض والشرف، ووراءه جيش وقائد وشعب واع يفرز الغث من السمين، فمصر عندما تكون يدًا واحدة شعبًا وجيشًا وشرطة وقائدًا، تستطيع أن تصل الى المكانة التى تليق بها رغم أنف الخائنين.