رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

 

رغم اهتمامى بقضية سد النهضة، ومتابعة كل تفاصيلها وتسجيل ذلك بالرأى فى العديد من المقالات إلا أنه للأسف لم تتح لى الظروف حضور مؤتمر سد النهضة الذى نظمه المركز المصرى للفكر والدراسات الإستراتيجية أمس الأول الثلاثاء. وكان من بين الأشياء اللافتة للنظر فى متابعة أعمال المؤتمر حجم الاهتمام الكبير الذى حظى به المؤتمر فى الصحف المصرية.

من خلال قراءة ما نشر يمكن الإشارة إلى مجموعة ملاحظات على رأسها دلالة عقد هذا المؤتمر حيث يعكس فى تقديرى المستوى غير الرسمى لتوجهات السياسة المصرية، والذى يتيح حرية أكبر فى الحديث تتجاوز اللغة بالغة الدبلوماسية التى تتعاطى بها القاهرة مع هذا الملف، بما لا يعقد العلاقات مع أديس أبابا وفى الوقت ذاته يتيح الفرصة للكشف عما تفكر فيه القاهرة والتنبيه والتنويه خارجيا وداخليا إلى احتمال أن تنتهجه فى المستقبل.

وهذا التوجه يمكن القول بيقين إنه يعبر عن نفاد صبر المفاوض المصرى، واتجاهه للبحث فى خيارات أخرى تمثل أعمال المؤتمر أولها وطرحها للنقاش سواء أمام الرأى العام أو حتى أمام صانع القرار. ولعل أفضل إشارة إلى توجه المؤتمر عنوانه وهو «سد النهضة بين فرض الأمر الواقع ومتطلبات الأمن القومى المصري». وربما كانت جريدة الشروق الأكثر توفيقا فى التعبير عن هدف المؤتمر حين عنونت صدر صفحتها الأولى بـ : «خبراء يقدمون روشتة الخروج من أزمة سد النهضة».

الملاحظة الثانية تتعلق بضيوف المؤتمر وعلى رأسهم وزير الرى الأسبق وهو محمد نصر علام والمعروفة مواقفه من القضية – وهو أمر سنعود له فى مقال قادم مستقل – والخبير هانى رسلان وغيرهما، والذين يمكن وصفهم بشئ من المبالغة بأنهم يلتزمون جانب من يمكن وصفهم بـ «الصقور» فى أزمة سد النهضة.

الملاحظة الثالثة السريعة أن مناقشات وأعمال المؤتمر تعزز فرضية وجود نظرة جديدة للقضية أشارت إليها «المصرى اليوم» فى تغطيتها حين نوهت إلى أن الهدف من إنشاء السد تقوم على سيطرة أثيوبيا على مياه النيل، فضلا عن جانب آخر بالغ الأهمية أشار إليه الوزير علام يمثل خلاصة ما جرى على مدى السنوات الخمس الماضية منذ بدء المفاوضات وهى خلاصة جرى التعبير عنها بأشكال مختلفة رسميا وغير رسمي وهو أن المفاوضات استنزاف دائم للوقت. ومن هنا جاء تعليق ضياء رشوان نقيب الصحفيين وهو تعليق جانبه الصواب حين أشار إلى أن توقف المفاوضات أفضل قرار تم اتخاذه، حيث إن المفاوضات لم تتوقف بشكل رسمى ومن المنتظر كما أشار الرئيس السيسى خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة عقد لقاء قمة مع أبى أحمد رئيس الوزراء الأثيوبى فى موسكو لبحث القضية وهو لقاء حال إتمامه يمثل جزءا من المفاوضات.

الملاحظة الرابعة فى تقديرى تتعلق بما أشار إليه علام من زاويتين الأولى يجب التوقف عندها كثيرا وتدعو لمقاطعة مصر كهرباء سد النهضة حتى تتم تسوية اتفاق نهائى حوله وهى مقاطعة كما أشار علام لن توقف بناءه ولكن ستوقف تشغيله وتهدر اقتصادياته وتعطل مخطط السدود الكبرى على النيل الازرق. وقد رد علام نفسه على هذه النقطة حيث إن مصر ليست فى حاجة إلى كهرباء السد حتى تقاطعه وإنما خطورة حديثه أنه يكرس فكرة قبول اكتمال السد حتى دون التوصل إلى اتفاق.

ربما يكون أهم ما توصل إليه المؤتمر بشأن «الروشتة» دعوة علام إلى إحالة الملف إلى مجلس الأمن لما له من تأثيرات على الاستقرار الإقليمى بشكل عام ومصر بشكل خاص وهو يمثل أعلى خيار فى المؤتمر، وإن كان فى كل الأحوال يشير إلى أن موقف مصر من مسار المفاوضات لم يعد وقد لا يعود إلى ما كان عليه.

 تبقى الإشارة إلى أن هناك بعدا آخر ربما لم يتم التفكير فيه ضمن أعمال المؤتمر من قريب أو من بعيد! وهو بعد ليس هناك مجال للحديث عنه!!

[email protected]