رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

مؤكد أن تحذيرات مجلس النواب للحكومة فى بداية انعقاد جلساته منذ اسبوعين، كان لها مردودها الإيجابى فى نفوس عامة الناس، وإن اختلفت التعليقات حول أسباب تأخر المجلس فى القيام بدوره الرقابى.. لكن المهم أن المجلس تحرك وكشر عن أنيابه للحكومة، كما أشرت الخميس الماضى حول أهمية دور مؤسسات الدولة والتلاحم الوطنى فى بناء مصر الحديثة من خلال العلم وترسيخ دولة القانون.. وكانت فحوى هذه المقالة هى مضمون خطبة الجمعة الموحدة فى شتى أرجاء مساجد مصر، وهو أمر ينم عن تفاعل وطنى لمؤسسات الدولة، ويؤكد أن علي رأس وزارة الأوقاف وزيرا ونخبة من العلماء علي قدر المسئولية والوعى بأهمية التنوير وإعمال العقل ودور الوزارة العام فى ترسيخ قيم العدالة والعمل والعلم، وترسيخ سلوكيات الحب والتسامح والتضامن وغيرها من القيم التي كانت سببًا أساسيًا فى تقدم وتحضر دول الغرب وغيرها من الدول التي عاشت حروبًا وصراعات وواجهت ظروفًا أصعب بكثير مما واجهته مصر فى الفترة الأخيرة.

< من="" هنا="" بات="" واجبًا="" علي="" مجلس="" النواب="" أن="" يستمر="" فى="" ممارسة="" دوره="" الرقابى="" الفعال="" على="" الحكومة..="" ليس="" هذا="" فحسب،="" وإنما="" يجب="" على="" لجانه="" المتعددة="" التي="" تضم="" خبراء="" فى="" بعض="" المجالات="" أن="" تفعل="" دورها="" فى="" اقتراح="" المشروعات="" والخطط،="" وأن="" تستعين="" بخبراء="" من="" خارج="" المجلس="" إذا="" لزم="" الأمر="" لوضع="" أهداف="" محددة="" تلتزم="" الحكومة="" بتنفيذها="" فى="" الأوقات="" المحددة،="" وتحت="" أعين="" ومتابعة="" المجلس="" للإسراع="" بعملية="" البناء="" والتنمية="" والحداثة="" التي="" يتطلع="" إليها="" المصريون="" جميعًا..="" أيضًا="" علينا="" أن="" نتوقف="" أمام="" تجارب="" بعض="" الدول="" التي="" كانت="" تتشابه="" وظروف="" مصر،="" واستطاعت="" أن="" تبنى="" نفسها="" وتحقق="" معدلات="" نمو="" عالية="" والتحول="" نحو="" الحداثة="" والتطور="" رغم="" أن="" بعض="" هذه="" الدول="" لا="" تملك="" المقومات="" التي="" تملكها="">

فواقع مصر من حيث الجغرافيا والتاريخ والموارد البشرية، يؤهلها لقفزات اقتصادية هائلة من خلال ثلاثة محاور أساسية أولها قطاع السياحة الذى تمتلك مصر كل مقوماته الأساسية، ولم تستغله مصر بالشكل الأمثل حتى الآن، رغم أن كثيرا من الدول الأجنبية تحقق من الحضارة المصرية عائدات كبيرة منها الدول الأوروبية مثل فرنسا واستغلالها لمتحف اللوفر والجناح الذى يضم الآثار الفرعونية، وكذلك بريطانيا من خلال متحف لندن الذى يتصدر مدخله حجر رشيد وآلاف القطع الفرعونية وألمانيا.. نفس الأمر فى متحف المترو بوليتان فى نيويورك وغيرها من المتاحف العالمية التي زرتها وضربتنى الدهشة من حجم الآثار الفرعونية بها، واصطفاف الطوابير من شتى الجنسيات لإلقاء نظرة علي هذه الحضارة.. أما الجديد هو استخدام الصين للآثار الفرعونية علي صناعتها وترويجها فى شتى دول العالم ومنها مصر نفسها.. وللأسف نحن أرض وأصحاب هذه الحضارة التي تقف شاهدة علي عجزنا حتى الآن من تحويلها إلي أهم مصادر الدخل القومى حتى لو استدعى الأمر أن نجعلها هدفا قوميا من خلال رؤى وأفكار جديدة وتشريعات وقوانين لحماية السائحين والمناطق السياحية، وبحث إمكانية طرح بعض الأماكن الهامة إلى شركات دولية متخصصة على غرار بعض الفنادق العالمية الكبرى.. ولا يجب تعليق شماعة الفشل علي حالة الاستقرار.. فواقع الأمر يؤكد وبالشهادات الدولية أن مصر على رأس الدول المستقرة وهى واحدة من الدول القليلة التى يتمتع فيها السائح والمواطن بالتجول فى شوارع القاهرة وغيرها من المدن طوال الليل، اضافة إلى البنية الاساسية لكل عوامل الجذب السياحى، وعلينا أن ننظر إلي دول مثل فرنسا وإسبانيا التي تشكل السياحة بهما أعلى مصادر الدخل القومى ولم تتأثر ببعض الأعمال الارهابية أو أعمال الشغب علي اعتبار أن السياحية لديهما تمثل أمنا قوميا.

أما المحور الثانى فهو التحول الحقيقى نحو الصناعة، وتحديدًا الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وهو أيضًا محور مؤهل لتحقيق نجاح هائل على اعتبار أن مصر أحد الأسواق الكبرى وتمتلك الأيدى العاملة خاصة أن 65٪ من سكانها يندرج تحت شريحة الشباب، وتضطر الى الهجرة للخارج، ومؤكد أنهم ينتظرون الفرصة لتحقيق أحلامهم داخل وطنهم، والأمر يحتاج الى إرادة حقيقية وتكاتف مؤسسات الدولة ووضع خطة كاملة تبدأ من المدن الصغيرة والمراكز وتحديد أماكن بها للصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر.. بينما تصبح عواصم المحافظات للصناعات المتوسطة على أن تكون هناك شركة قابضة مختصة بهذا الأمر، وأن يكون لديها مركز للتدريب بكل محافظة لتأهيل كل من يرغب فى العمل وتسلم ورشة صغيرة أو مصنع بالشراكة مع الدولة الممثلة فى الشركة القابضة.. وهنا أتوقف أمام رؤية رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد عندما كان في زيارة الريف المصرى وشاهد إزالة بعض التعديات على الأراضى الزراعية وتعجب من الأمر وقال الفدان الواحد يحتاج الى أربع أيدٍ عاملة.. بينما إذا أقيم عليه مصنع يستوعب أربعة آلاف عامل وعائدات أيضاً مئات الأضعاف، وأضاف مهاتير محمد أنه يمكن فرض رسوم على البناء على الأراضى الزراعية طبقاً لنوع النشاط إذا كان صناعيا أو تجاريا أو سكنيا ومن عوائده يتم استصلاح أراض جديدة بدلاً من إهدار هذه الثروة.

< أما="" المحور="" الثالث="" وهو="" محور="" مرتبط="" بجغرافية="" مصر="" وموقعها="" الاستراتيجى..="" فيرتبط="" مع="" المحور="" السابق،="" بحيث="" يمكن="" تحويل="" مصر="" الى="" مركز="" تجارى="" عالمى="" حيث="" لم="" تحقق="" فيه="" مصر="" حتى="" الآن="" سوى="" رسوم="" قناة="" السويس..="" صحيح="" هناك="" محاولات="" جادة="" لتحويل="" منطقة="" القناة="" الى="" مركز="" تجارى="" عالمى="" باعتبارها="" بوابة="" إفريقيا="" من="" خلال="" اتفاقيات="" التجارة="" مع="" كل="" دول="" القارة="" وإحياء="" مشروع="" النقل="" النهرى="" الى="" بحيرة="" فيكتوريا،="" وأيضاً="" الطريق="" البرى="" من="" الإسكندرية="" حتى="" جنوب="" إفريقيا="" بالتعاون="" مع="" الصين="" واستغلال="" هذه="" الجغرافيا="" فى="" ربط="" إفريقيا="" مع="" أوروبا="" وآسيا="" من="" خلال="">

 

نائب رئيس الوفد