رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

لا تغضبوا من أى دولة ترعى مصالحها، ولا من تركيا، ولا من روسيا، ولا من إيران، ولا من أى دولة غربية أو شرقية أو حتى عربية، فالسياسة لا تعرف الصديق الدائم، ولا تعرف العدو الدائم، فالسياسة لا تعرف إلا لغة واحدة فقط هى لغة المصالح.

قالها ونستون تشرشل، السياسى الانجليزى المرموق من عشرات السنين، فالدول بصفة عامة تعمل أولا وآخيرا لمصلحتها ومصلحة شعوبها، وهذا المبدأ لا ينطبق على الدول فحسب، بل ربما نجده مع الاشخاص فى حياتهم الخاصة، فطبائع الامور تقول ( أنا ثم الغير )، ومع ذلك فقد تشذ عن هذه القاعدة بعض الحالات الاستثنائية كحالة الاسرة، فالأب غالبا ما يفضل ابنه على نفسه، وكذلك الأم تسعى لتحقيق مصالح ابنائها على مصلحتها. وبصفة عامة سواء أكانت دولًا أم اشخاصًا ام حتى المخلوقات الأخرى، فالكل يسعى لتحقيق مصلحته أولا، فهذه هى سنة الحياة.

اما بالنسبة للأمم فالأمر مختلف بعض الشىء، فصديق اليوم قد يكون عدو الغد، وعدو الغد ربما يصبح صديق اليوم، اقول هذا بمناسبة ما حدث اخيرا من تركيا فى شمال سوريا، على اعتبار أن هذه الأرض من ضمن الاراضى التركية، وان اكراد سوريا جزء من اكراد تركيا. قد يتصور البعض أن امريكا جاءت لحماية سوريا من الإرهابيين خاصة جماعة داعش، فى حين أن امريكا جاءت فى الحقيقة لكى تسهل على داعش ومن هم على شاكلتها دخول سوريا، وبعد أن اطمأنت من توغل تلك الجماعات المتطرفة فى الشمال السورى اقتضت مصالح ترك المجال لحليفتها تركيا لكى تحتل بعضًا من الاجزاء السورية.

أنا على يقين أن اغلب دول الغرب، وعلى رأس هؤلاء انجلترا وامريكا وبعض الدول الأخرى، مصممون على تحطيم وتقسيم منطقة الشرق الاوسط، نفاذا للمخطط المسموم الذى أطلقوا عليه الشرق الاوسط الجديد، أو ما أسماه البعض بالربيع العربى. فها هى العراق بعد أن اعتقدنا أن الامور استقرت لديها دارت فيها رحى الحرب، فبدأت الاضطرابات هنا وهناك، تارة بإيعاز من ايران، وتارة اخرى من تركيا أو حتى من امريكا، المهم أن اصحاب المصالح بدأوا التنازع فى العراق تمهيدا لتقسيمها مستقبلا. هذا فضلا عن تدخلاتهم المعروفة، سواء فى ليبيا، ام فى اليمن، ام فى سوريا، ومع الاسف الشديد، يبدو انهم الان يسعون للتدخل فى الشأن الخليجى، املا فى الاستيلاء على خيراته مستقبلا. المهم، فإن الكل يتسابق حاليا لكى يحظى بقسط من تقسيم منطقة الشرق الاوسط.

وللحقيقة، فإن الدول الاجنبية عامة، والغربية بصفة خاصة، اصبحوا الآن لا يقبلون المسلمين عامة والمتشددين منهم بصفة خاصة، سواء من كان منهم فى منطقة الشرق ام فى الوسط ام حتى فى افريقيا، فمنذ احداث 11 سبتمبر سنة 2001، التى وقعت فى امريكا، وتهدم نتيجة لها اكبر البنايات الامريكية، وراحت ضحيتها ارواح الالاف، وهم يكنون الشر للمسلمين، والبادى انهم مازالوا حتى يومنا هذا يسعون إلى تدمير باقى الدول التى لم يمسها اى سوء حتى الان، وعلى رأسها دول الخليج ومصرنا العزيزة.

أملنا كبير فى الوحدة بين الدول العربية التى لم تتأثر حتى الان بالربيع العربى، وعلى رأسها دول الخليج ومصر، فهم الذين يملكون القدرة حاليا للدفاع عن منطقة الشرق الاوسط، والحفاظ على ما تبقى منها، فقوتنا فى وحدتنا. وفق الله قادتنا للعبور بأمتنا العربية إلى بر الامان.

وتحيا مصر.