عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

«يا واد.. لو شفت اتنين بيتخانقوا فى شارع، امشى فى شارع تانى، اعمل نفسك مش شايفهم، اوعى تاخدك الشهامة وتقول احجز بينهم، هتجيلك طعنة وتروح فيها، وأعيش عمرى بحسرتك»، مؤكد أنها عبارات ترددها كل أم وأيضا أب على مسامع أولادهم قبل نزولهم للشارع الآن، بعد أن تحول معظم طلاب المدارس والجامعات إلى بلطجية، مسلحين بالسلاح الأبيض وعلى كل لون، ليضافوا إلى صفوف البلطجية المنتشرين أصلا فى شوارعنا تحت مسميات كثيرة.. سايس.. بياع مناديل أو ورد، أو سبح او بياع لا شىء سوى الإرهاب الشخصى، إذ يخرج عليك فى شارع هادئ أو حارة ضلمة، أو حتى ميدان مزدحم كل من فيه لا يهتم الا بنفسه فقط ليقلبك عيانا جهارا.. اوعى تاخدك الشهامة.. ستقولها كل أم واب لأولادهم بعد مقتل ابن المنوفية المتربى المحترم محمود البنا طعنا ثمنا لشهامته.

قلوبنا كأمهات وأآباء.. بل كل المصريين تنزف الما على هذا الشاب «اللى زى الورد» ابن الـ18 عاما، شهيد الشهامة بالمنوفية، اخلاقه المحترمة وتربيته الحلوة، جعلته يتصدى للدفاع عن فتاة من مضايقة شاب عتل لها واعتدائه عليها بالإهانة، وكتب على صفحته فيس بوك رسالة كرمة لكل الشباب «ليس من الرجولة ان تعاكس فتاة».

فما كان من العتل واثنين من اصدقاء السوء الا التربص بمحمود وشل حركته وقتله بالمطواة، عقابا له على أخلاقه وشهامته، القبض على المجرم وأعوانه وتقديمهم لمحاكمة عاجلة لن يعيد محمود للحياة، والمأساة المغروسة فى قلب الأب والأم المكلومين بفقدان ابنهما الذى ربياه احسن تربية، تتمدد آثارها لدى كل الأمهات والآباء، ليصرخوا خلف ابنائهم وهم يغادرون المنزل «لو شفت خناقة ولا حد بيعاكس بنت ولا حتى بيغتصبها ما ليكش دعوة.. اوعى تتدخل وتضيع نفسك ملعون أبو الشهامة».

لا.. لا ارجوكم.. ايها الامهات والآباء، لا.. لا تنزعوا النخوة والشهامة والرجولة من ابنائكم، لا تلقنوهم اللامبالاة والجبن باسم الخوف عليهم، لو فعلتم لضاع المجتمع كله وضاع أيضًا ابناؤكم، نحن مؤمنون جميعا بالله، وأن لكل أجل كتابا، ويقول الله تعالي فى سورة النساء «أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم فى بروج مشيدة»، وغيرها من آيات الله، التى تؤكد أن الشهم محمود كان مقدرا له الموت فى تلك اللحظة، ولكن تتعدد الأسباب والموت واحد.. والأجل انتهى، حقا انتهى على يد شباب بلطجية لم يربهم أهاليهم ولم يراعوهم، وسيسأل آباؤهم أمام الله عما ضيعوه فى رعيتهم، لكن ما يهمنا هو الا تؤثر تلك الحادثة رغم بشاعتها على أبنائنا، فيعتنقوا مبدأ «الاناماليزم» يعنى وانا مالى.

«وأنا مالى» بداية لخراب المجتمع كله، فبها لن يجد اللصوص والبلطجية والمتحرشون والمغتصبون من يتصدى، ويحمى الاناث والبشر الضعفاء منهم أو حتى يبلغ عنهم، وانا الوم الغياب الأمنى الواضح فى شوارعنا وحوارينا، والتركيز على حماية الشخصيات الهامة فى الدولة وبعض المنشآت، يا سادة أمن وأرواح وأعراض وأموال المواطنين أيضا مهمة رجال الأمن، بما يقتضى انتشار مزيد من نقاط الشرطة فى كل مكان، وتسيير دوريات الأمن بصورة دائمة بالشوارع، ومنع وتجريم بيع السلاح الأبيض من مطاوي وسنج، وتشديد العقوبات بقسوة على من يضبط حاملا للسلاح الأبيض.

حادثة محمود او غيرها يجب الا تخيفنا، أو تقتل النخوة والشهامة فينا، لنترك الضعاف للرعاع وذئاب الشوارع ترتع وتشيع فى قلب الحياة الرعب، يقول رسولنا الكريم: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)، أرجوكم لا تصلوا بأبنائكم إلى اضعف الايمان، فالمؤمن القوى خير من المؤمن الضعيف، ولو لقنتموهم الخوف.. لتركوا اموالهم وأعراضهم نهبا وفريسة للمجرمين.. هل ترضون لهم ذلك. خالص العزاء لوالدة ووالد محمود.. كل شباب مصر المحترمين ابناؤكم وتحت أمركم.

[email protected]