عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لعل وعسى

 

 

انتصار جديد للقارة الأفريقية دوليا حمله فوز أبى أحمد بجائزة نوبل للسلام بسبب إنهائه للصراع الأثيوبى الإريترى بعد سنوات طويلة كانت حصيلتها أكثر من 80 ألف قتيل. نعم هو موقف يستحق جائزة نوبل لكن وقف الاعتداء على أرواح أكثر من 100 مليون بنى آدم يستحق أكثر من جائزة نوبل للسلام.

يسكن أبى أحمد على قمة الهضبة الأثيوبية التى تهطل عليها أكثر من 1200 مليار متر مكعب سنويا وبصورة أو بأخرى لم تستطع هذه الدولة الحبشية أن تحقق اى نهضة أو تنمية بفضل الحكم الديكتاتورى على مدار قرون طويلة وليس هذا هو موضوع حوارنا لكن أن تفيق هذه الدولة وتصحو بفعل منشطات دولية واقليمية على أن تنميتها يكون على حساب التحكم فى محبس المياه التى تصل لمصر لهو أمر لم نعهده ولن نقبله.

ولحسن الحظ أن الخطأ الإستراتيجى الذى أقدم عليه أردوغان بالاعتداء على الشمال السورى يجب تطويعه لصالح مصالح مصر العليا فهو هدية من السماء يجب تقبلها. وقد اتفقت جميع الدول العربية هذا الأسبوع تحت مظلة جامعة الدول العربية على أن اتفاقية الدفاع العربى المشترك يجب تفعيلها الآن لمجابهة اى اعتداء خارجى على أى دولة عربية حتى ولو كانت دولة الصومال الشقيقة التى تواجه مرارة احتلال أرضها وفناء شعبها الحر الذى احتلته دولة أثيوبيا عندما اغتصبت منطقة أوجادين الإستراتيجية لتمثل قلب ورئة إثيوبيا.

فالشكر لرجب طيب اردوغان الذى أجبر جامعة الدول العربية على ضرورة تفعيل ميثاق اتفاقية الدفاع العربى المشترك لتكون ضربة البداية هى تحرير سوريا والصومال، فالصومال منذ فجر التاريخ يمثل عمق الأمن القومى المصرى وتحريره مطلب قومى وتدعيم كل المنظمات الشبابية وغير الشبابية أمر مطلوب الآن وتوحيد كل القوى الصومالية قوة للأمة العربية فمصر تستطيع توحيد الصف الصومالى بالدعوة لمؤتمر دولى يكون فى مكة أو المدينة المنورة مع الدعوة إلى ضمان التزام الجانب الأثيوبى بقبول التحكيم والحكم الدولى الصادر عن لجنة الحدود عام 2002 ليكون ضمانة أساسية فى الالتزام بالمبدأ القانونى الدولى بعدم جواز إلغاء المعاهدات والاتفاقيات الموقعة منذ عهود الاستعمار ومنها الاتفاقيات الضامنة لحصة مصر من مياه النيل حتى لا نفاجأ بشياطين من الإنس تخبر المصريين بأن مصر موقعة على اتفاقية عام 1888 تسمى اتفاقية القسطنطينية ويحق لهم اذا لم يحترم الآخر هذه القوانين أن يمنعوا مرور السفن والبضائع للدول التى تهدد مصر أو تساعد فى تهديدها ، طبعا هذا كلام شياطين لا نقبله.

ولكن الأب الحكيم الحائز على نوبل لابد أن ينقذ الأولاد من الفتنة والواقع يشير إلى أنه أصيب بفتنة أكبر، فتنة البقرة الأثيوبية الأكبر درا للحليب فى العالم الممتزجة بالهيكل المزعوم الموجود فى أثيوبيا.الحاجة ملحة الآن قبل أى وقت مضى إلى استراتيجية داخلية وخارجية يقودها مفاوض مصرى شرس للتعامل مع قضية المياه بعيدا عن الارتجالية الحالية لما تمثله مياه النيل من بعد أساسى من معادلة الأمن القومى المصرى يستوجب معه الأمر زيادة حصة مياه النيل لدولتى الممر والمصب من 84 مليار م مكعب تمثل 5% فقط من الهطول المطرى على حوض النيل إلى 8% كمرحلة أولى. الأمر ليس صعبًا كما يراه البعض.