عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

 

تخيل ان يعيش او تعيش على أمل كتمان هذا السر.. ليست قصة حب كما نتوقع، ولكنها أزمة كرامة واهانات وبلطجة وتنمر من زميل بلطجى، ويظل سرا على الأسرة بسبب الحياء وحتى لا تختلق المشاكل.. حالة كبت، وفر وكر يعيشها بعض طلاب المدارس والجامعات، ولا نشعر بهم إلا بعد حدوث كارثة المشاجرات والمشاحنات والتى قد تستخدم فيها الأسلحة البيضاء.. وعلى المسكين او المسكينة تحمل الإهانات اليومية والسخرية والبلطجة من زميله حتى لا يصبح مصيره مثل من حاولوا التخلص من هذا القيد وانتهى بهم الأمر إلى إصابة فى الوجه أو كسر او عاهة، او إصابة طفيفة ولكنها كافية أن تخيف الجميع، وربما يتطور الأمر إلى القتل.. هذا النموذج المستضعف والبلطجى أصبح ظاهرة فى المدارس والجامعات وخاصة بعد انتشار أغانى المهرجانات التى تروج للبلطجة وحب المخدرات والعلاقات المحرمة، وظهور نجم الممثل الصغير محمد رمضان أسوأ نموذج قام بالترويج للبلطجة والقبح فى هذا العصر.

فى الماضى كانت الشرطة تنتشر أمام المدارس وتقوم بحملات على المقاهى وقت الدراسة لمنع طلاب المدارس من دخولها وكانت تنجح فى القضاء على ظاهرة التسرب الدراسى او على الاقل تحد من تنمر الطلاب بعضهم لبعض ومعاكسات البنات.. كانت طالبات المدارس تمر أمام مدارس البنين فى الصباح أو وقت الخروج ولا يجرؤ طالب أن يعاكس فتاة لوجود «بوكس الشرطة» أمام المدرسة.. كما كانت تقوم الشرطة بحملات على المقاهى لمنع الطلاب من الجلوس بها.. فلماذا لا تقوم الداخلية بإعادة تلك الجهود لحماية أبنائنا من بطش بعضهم لبعض ومنع التسرب الدراسى الذى تحول الآن من المقاهى إلى محلات العاب الكمبيوتر والتى تكتظ يوميا بالطلاب أكثر من فصول المدارس و«سكاشن» الجامعات.

أعجبنى رئيس حى الزيتون الذى ظهر فى فيديوهات السوشيال ميديا فى حملات قام بها لطرد طلاب المدارس من المقاهى وإغلاقها حتى تكون عبرة ولا تكرر مثل هذا الأمر. لابد من الاهتمام بهذا الملف ودراسته حتى لا يخرج إلينا اجيال من البلطجية ولا تكرر مأساة الطالب.. حتى لا يتكرر الطالب البلطجى محمد راجح الذى قام بقتل محمود البنا بمعاونة رفاقه فى تلا محافظة المنوفية لمجرد دفاع «البنا» عن بنت كان يقوم «راجح» بضربها فى الشارع، ولكن هل محاكمة «راجح» وإعدامه كما يطالب الرأى العام بداية لنهاية البلطجة بين طلبة المدارس والجامعات؟.. الطريق مازال طويلا ويحتاج إلى المزيد من الجهود والتحرك للقضاء على ظاهرة تدنى الأخلاق والبلطجة بين الشباب والأطفال.. والبداية من الرقابة الصارمة على ما يقدم لهم من فن واغان ودراما ثم يأتى دور المدرس لاحتواء الطالب.. ولا ننسى دور الداخلية الأساسى التى هى حصن مانع للكوارث و«رواجح» لا نهاية لها.