رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

لو عاش الدكتور علي السمان لكان يرحمه الله، أسعد الناس بملتقى سانت كاترين لتسامح الأديان، الذي أنهى دورة جديدة من دوراته السنوية قبل أيام!

وقد تمنيت لو استطعت تلبية الدعوة التي جاءتني من اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، لولا أن ظروفاً طارئة قد منعتني!

وكان الدكتور السمان قد انشغل طوال السنوات الأخيرة من حياته، بالدعوة إلى الحوار بين الأديان كفكرة، وكان متحمساً للفكرة الى أبعد حد، ومن أجلها كان يعمل دون يأس، وكان على يقين من أن الفكرة تستحق، وأن المشترك بين أديان السماء أكثر بكثير من وجوه الاختلاف، وأن علينا أن نعمل دائماً على ما هو مشترك، وأن ننحي جانباً ما هو مختلف طول الوقت!

ولا يبتعد ملتقى سانت كاترين عن هذه المعاني كثيراً، فالأصل في الملتقى أن يجتمع عدد من أتباع أديان السماء في مدينة سانت كاترين، إحدى مدن المحافظة، وأن يتجهوا الى الله بالعبادة من مكان واحد، وأن يكون ذلك دعوة إلى نشر قيم التسامح بين الناس!

فالدين في جوهره واحد، وفي مضمونه لا تختلف مقاصده العليا، وليس للمسلم رب، وللمسيحي رب، ولليهودي رب، ولكنه رب واحد.. وكذلك بالطبع لباقي البشر، حتى الذين لا يؤمن بأن للكون رباً هو الخالق سبحانه وتعالى.. فهؤلاء قد لا يؤمنون بالله، ولكن هذا لا ينفى أنه تعالى هو ربهم، وهو خالقهم، وهو الذي سيحاسبهم!

وبديهي أننا عندما نتكلم عن اليهودي في هذا السياق، أو في أي سياق آخر، فإننا نفرق بينه كيهودي صاحب ديانة سماوية جاء بها موسى عليه السلام، وبين الصهيوني الذي يعتنق عقيدة سياسية تجيز الاستيلاء على أرض الغير دون وجه حق!

وقد كان الملتقى يرفع شعاراً من ثلاث كلمات تقول : هنا نصلي معاً!

ولم يكن الهدف هو الصلاة وحدها، ولكن الهدف هو مجموعة القيم التي سيكون على كل واحد شارك في المشهد، أن يسعى بها في محيطه، وفي مجتمعه، وفي كل مكان يذهب إليه!

وسوف يكون ضيوف الملتقى على موعد في مرحلة من مراحله، مع زيارة الى استراحة أنور السادات هناك.. فلقد سألوه يوماً عما إذا كان يحب أن يكتبوا على قبره عبارة محددة، فقال : عاش من أجل السلام.. ومات من أجل المباديء!

هذا الملتقى الذي يقام في مثل هذا الشهر من كل سنة، يمكن أن يوفر دعاية إيجابية لشرم الشيخ، ولكل مدينة في جنوب سيناء، ولمصر كلها .. كما لا يوفرها ملتقى آخر!