رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

 

 

 

مما أسلفنا من آراء بشأن تجدبد الخطاب الدينى، كان لا بد من نظرة عميقة عصرية للتجديد، ولا بد أن يكون من المتخصصين، وبغير ذلك سنبقى ندفع ثمنًا باهظًا على المستويين الداخلى والخارجى، ونواجه اتهامات لنا ولديننا لا حد لها. وهذا يتطلب إنشاء أقسام خاصة بالتجديد للخطاب الدينى فى الكليات والمعاهد العلمية التى لها وزمنها فى العالمين العربى والإسلامى، وهنا تأتى أهمية جامعة الأزهر، وما على شاكلتها فى الدول العربية والإسلامية.

ومن الملاحظات المهمة الأساسية وتوضيح العلاقة المعرفية لمفاهيم هذا الخطاب فى عدة مجالات يأتى منها الأيديولوجيا التى يتم التحرك فى إطارها وما يترتب عليها من فهم يأخذ إلى إشكاليات: هل نحن بصدد تجديد الخطاب الدينى كما يجب أم لا؟!.. أم نحن بصدد البحث عن خطاب جديد بديل للقديم؟!.. الحقيقة أننا اليوم بصدد وضع مفهوم حقيقى لروابط المصطلحات والمفاهيم فى المنهج، وهو التحدى الكبير الذى يجب التعامل معه بحزم والاعتماد على نقد حقيقى وفعال. وهذه رؤية كثير من الباحثين الذين يريدون فعلًا تجديدًا حقيقيًا للخطاب الدينى.

إن المعاناة الحقيقية الآن هى أزمة تخلف حضارى، ولذلك لا يمكن إنتاج خطاب معاصر وحديث ويتوافق مع روح العصر، بمعزل عن الإصلاح الشامل فى جميع الميادين السياسية والثقافية والاجتماعية لأنها جميعًا مرتبطة ببعضها.. فالأزمة هى أزمة خطاب عام وشامل فى جميع المجالات ولا يقتصر فقط على العنصر الدينى.

وهذا ما دفع الكثير من الباحثين عند الحديث عن الإعلام العربى والإسلامى الذى بات منقسمًا بين إعلام دينى وآخر غير دينى، وهنا تحفظ البعض على هذا الانقسام، على اعتبار أن مصطلح الدينى لا يمكن أن يطبق على هذا النوع من الإعلام ما دام الوسيط الإعلامى والمتلقى واحداً، ثم إن الدعاة الآن باتوا يعتمدون على الخطابة البلاغية الدينية بعيدًا عن الخطاب الدينى المفروض، لأن ما يقدمونه ينصب فقط على أفراد وليس للجماعات أو مخاطبة الآخر.

ولذلك وجب طرح أسئلة مهمة وضرورية حول طبيعة الخطاب الدينى والمقصود بالتجديد والمفردات والمصطلحات المستخدمة فى هذا المجال ومنهج التجديد نفسه وعلاقته بالاجتهاد والمشكلات التى تواجه التجديد سواء كانت داخلية أو خارجية، وإمكانيات الاستقطاب الطائفى أو المذهبى والتخلف الحضارى الذى بات يلازم الأمة العربية، وقضايا الغلو والتطرف والفهم غير الصحيح أو المنقوص للدين. وأخيرًا هناك مسألة غاية فى الأهمية وهى قضية الحرية فى الفكر الإسلامى الحديث.

نحن إذن بحاجة إلى نظرة عصرية للخطاب الدينى تتواكب مع معطيات الحياة الآنية.

«وللحديث بقية»

رئيس حزب الوفد