رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

ما زلنا نعانى شديد المعاناة من أزمة خطيرة قد يأتى يوم فى مصر الحديثة ونجد لها حلاً.. هذه الأزمة تترك غالبًا آثارًا فادحة شديدة التدمير للمجتمع، إنها ثقافة الاختلاف التى ما زلنا نحن المصريين فى مرحلة «KG1» بها، ورغم أن الاختلاف هو نتاج تفكير وجهد لكل صاحب فكر أو رأى، وبالتالى لا يمكن أن تتطابق وجهة نظر فلان مع رأى علان، والأنفع للمجتمع هو الذى يؤخذ به.. وقد يكون هذا الاختلاف فيه المنفعة الحقيقية للبشر والوطن.

ما زلنا فى مصر لا نعرف ثقافة الاختلاف، وغالبًا ما يتم التقسيم على أساس معسكرين الأول ضد الثانى، وكل طرف يكيل للآخر الاتهامات ويكيل له بهتانًا وظلمًا كل العيوب، وأحيانًا الاتهام بالعمالة والخيانة وكل ما فيه إعلان للحرب سواء كانت كلامية أو فعلية من تدبير مكائد ومقالب وخلافه.. ولأن ثقافة الاختلاف غير موجودة نجد كل طرف ينعت الآخر بأنه الشيطان الأكبر، ويعيش الطرفان فى حالة حرب لا مثيل لها!!

ثقافة الاختلاف نظرية يجب أن تسود، والاتفاق الوحيد هو من أجل نصرة الدولة الوطنية والحفاظ على الأمن القومى وما فيه مصلحة الوطن والمواطن.

رغم أن الديمقراطية الحقيقية أساسها مبنى على ثقافة الاختلاف، إلا أن المصريين لا تزال تسيطر عليهم نعرة تعتمد على مفاهيم حياتهم، ونجد فى المدرسة والأسرة الواحدة والحزب السياسى رؤى مختلفة والسر هو عدم الاعتراف بثقافة الاختلاف، فى حين أن الأديان السماوية نفسها اختلف حولها البشر، وإلا ما رأينا كفارًا ومؤمنين، وآن الأوان لأن ندرب أنفسنا على الاختلاف المبنى على احترام كل طرف للآخر، فلا يجوز مثلًا أن تجمع المختلفين مناسبة ويتعارك هؤلاء المختلفون لمجرد أن المختلف هذا يريد أن يكون عليه إجماع، ففكرة المائة فى المائة زمن ولى ولن يعود بعد ذلك.. من حق الناس أن يختلفوا بضوابط دون تدبير المكائد، ودون إلصاق التهم الجزافية.. فهل نفعل؟!

وهذه هى قمة الديمقراطية الحقيقية القائمة على تبادل وجهات النظر المختلفة بما يعلى من قيمة الوطن والمواطن.