رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 لماذا تخطب دول العالم ود الصين، بينما تخافها وتحاربها أمريكا ورئيسها؟.. الاجابة ببساطة أن الصين أصبحت المارد الذى أستيقظ، ولم يعُد فى استطاعة لا الأوروبيين ولا أمريكا إعاقة النموّ الصينى، ويبدو هذا واضحا من خلال ما حدث مع الدول التى كانت تدور تاريخياً فى الفلك الأمريكى والتى مالت كثيراً الى الصين. وهناك مثل صينى يقول: «إذا رفسك الناس من الخلف معنى ذلك أنّك فى المُقدِّمة». «الصين» صديقة «إيران» وللدول العربية، ولجميع الدول فى الشرق الأوسط بلا استثناء، والصين لا تفضل أن يكون لها حليف فى المنطقة بل الكل لها أصدقاء. والتطوّر فى الصين كبير وهائل، يختلطُ فيها تاريخٌ يعود إلى آلاف السنين مع حاضرٍ يعِدُ بمستقبلٍ اقتصادى وتكنولوجيٍّ وسياسيٍّ وعسكرى كبير، وبالتالى كيف لا تُثير الصين حفيظة أمريكا والغرب وهى فى أوجِ طموحها لاستعادة «طريق الحرير» تحت شعار «الطريق والحزام». ومن يذهب الى عاصمتها الاقتصادية شنغهاى سيبهر بمبانيها التى تُناطح السحاب، بأناقتها اللافتة، شركاتها الضخمة، الماركات العالمية تتسابق إلى شوارِعها لتُصبِح شرياناً مالياً واقتصادياً هامّاً، فلا يبقى من عتيقها إلّا هذا السوق الجميل وبعض الأحياء القديمة. مَن كان يظنّ أنّ هذه المدينة التى غزاها الغرب بالأفيون وأراد البريطانيون ثمّ الفرنسيون والأمريكيون وغيرهم تحويلها إلى علبٍ لليل الدعارة والمُخدرات تنتصر على الغرب وعلى تاريخها، فيعود الغرب يطرُق بابها ليحجِز له مكاناً فى حاضرها ومُستقبلها. أما بكين العريقة المُطوّقة بالسور العظيم الذى يجذب كلّ عام ملايين السُيّاح يأتون اليها لاستعادة تاريخٍ يعود إلى ما قبل الميلاد، يتمتّعون بهذه التُحفة العُمرانية وبما يُطوِّقها من جبالٍ وأوديةٍ وغابات خضراء غنّاء. تدبّ الحركة الاقتصادية فيها كخليّة نحل فلا يُصبِحُ ممنوعاً لنهضتها أيّ شيءٍ مُفيد أو جيِّد غير هذه المدينة المُحرّمة المُجاورة لساحة «تيان انمين» الشهيرة والتى ما عادت مُحرّمةً على ملايين السياح كلّ عام. والرائع أن الشيوعية فى الصين عرفت كيف تُكيِّف نفسها وتُطوِّر قوالبها فتُلبّى طموحات الشعب وتتجاوب مع متطلبات العصر، لتصبح متربّعةً على أحد أكبر اقتصاديات العالم فى منافسة دقيقة مع أمريكا والغرب. لذلك فلا عجب أن الصين أصبحت عقدة الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» فكلّ يوم تقريباً أو كلّ يومين تصريح عن «الصين»، بل ويتبع ذلك فرض ضرائِب على المُنتجات الصينية؛ لكونها تُشكِل قلقاً كبيراً للأمريكى رغم أنّها تقول دائِماً: «نحن مع الحوار، مع الانفتاح، نحن لا نُريد الصِدام مع أحد»، وفلسفة الصين دائِماً أن كلّ الشعوب عندها حلم فى التحرّر، فى العيش الهانئ، فى التطوّر، فى التعليم، فى الصحة، فى المجالات المُختلفة. وسر نجاح الصين وما وصلت اليه يرجع الى أنها جعلت التركيز الأساسى هو خدمة الناس وتطوير الشعوب وتوسُّع الطبقة الوسطى لأنها هى الاستقرار وبناء غد أفضل، مع بناء طاقة ثقافية مُستقبلية واعِدة؛ ولدى الصين كتلة مالية كبيرة، وبالطبع الولايات المتحدة الأمريكية لديها طاقة مالية كبيرة لكنّها توظَّف بالدرجة الأولى فى المجال العسكرى الذى لا هدف له سوى التدمير، بينما «الصين» كلّ دولار منها موظّف فى الإنتاج، و«طريق الحرير» والحزام الاقتصادى أكبر نموذج على ذلك، والذى بدأ بمجوعة من عشرات مليارات من الدولارات والآن يتم الحديث عن ستمائة مليار دولار مُمكن أن توظّف. «طريق الحرير» يمُر فى دول عديدة قبل أن يصل إلى الدول العربية، والدول التى يمرّ فيها هذا الخط ستكون لها محطات كبيرة وستكون لها موانئ كبيرة ومشاريع اقتصادية، جامعات كبيرة، مما تُسرِّع الحركة الاقتصادية والثقافية، لذلك أكثر من ستّين دولة، ومنها مصر تُقدِّم الأرض وتُقدِّم المُساعدات واليد العاملة على أمل أن تحصل على نسبة كبيرة من هذا الخط. إن الصين تفتح ذراعيها للعالم بالخير مقدمة مشروعات هدفها ومحتواها أفيد وأستفيد، وبالتالى فالجميع يرحب بها، خاصة أنها لا تتدخل فى السياسة الداخلية للشعوب ولا تضع نفسها رقيبا عليها، وبالتالى سيرحب بها من الجميع وحتى الذين يسيرون فى ركاب أمريكا وعلى رأسهم منطقة الخليج.