رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لوجه الله

يصنف علم الإدارة شخصية المديرعدة تصنيفات مختلفة.. أهمها الفارق بين شخصيتى المدير والقائد.. وبالرغم من احتشاد علم الإدارة بمئات القوانين والقواعد والمعادلات.. تبقى السمات الشخصية والانفتاح والقدرة على الابتكار أهم تلك القواعد.. وهو ما يجعل عملية اختيار المدير الأمر الحاسم فى نجاح المنشآت أو فشلها.. ولا يمكن أن تخضع تلك العملية للارتجال والمحاباة.. وقد سمعنا أنباء عن ارتفاع أسهم شركات وانخفاض أخرى فى البورصات العالمية فور إعلان خبر عن انتقال مدير من شركة إلى أخرى.. فالمدير يعنى مؤسسة بأكملها.. يعنى الفرق بين فريق عمل يخرج أفضل ما لديه.. وآخر تفر منه المواهب.

ويمثل القرار أهم مرحلة فى عملية الإدارة.. والقرار الصحيح لابد أن يكون فى الوقت الصحيح.. فالاختيار الصحيح فى الوقت المتأخر.. يتساوى مع الاختيار الخاطئ.

كانت شركة كوداك العالمية تسيطر على سوق الكاميرات فى العالم.. لم تتوقف سيطرتها على إنتاج وتصنيع الكاميرات.. بل امتدت لأفلام التصوير وأحماض وأوراق الطباعة.. كانت تنعم بسيادة كاملة على السوق العالمي.. وفى عام 1977 خرج مهندس شاب من الشركة يدعى ساسون بفكرة الكاميرات الديجيتال التى لا تعتمد على الأفلام فى حفظ الصور.. لم ينتبه مديره إلى جودة الفكرة.. لم يدرك معنى الانتقال بصناعته إلى عالم المستقبل.. لم يكتف برفض الفكرة.. بل تعمد السخرية من المهندس الشاب.. وإصابته بالإحباط.. فتلقفه آخرون.. احترموا براعته وقدرته على الابتكار والتطوير.. فكان أول ظهور للكاميرات الديجيتال.. التى أعلنت نهاية كوداك.. وعاد المدير الفاشل إلى بيته بعد أن تسبب فى تدمير أكبر شركة فى مجالها فى العالم.. ليس مهما إن كان قد أدرك خطأه أو لم يدركه.. لكن المهم أنه أصبح مثالا للمدير الأحمق يُدرس لطلاب علوم الإدارة حول العالم.

مثال آخر للعجز عن اتخاذ القرار الصحيح فى الوقت المناسب.. كانت شركة نوكيا الفنلندية صاحبة الهاتف المحمول الأول فى العالم.. قدمت أكثر الهواتف مبيعا فى تاريخ الصناعة.. استحوذ هاتفها على 51% من السوق العالمي.. ركن مديروها للسيادة.. حتى استيقظوا على صيحة جديدة فى عالم الهواتف.. فجرتها شركتا آبل وسامسونج فى نفس التوقيت.. هواتف شاشات اللمس.. تَهدد عرش نوكيا بعنف.. اجتمع مديروها.. اقترح أصغرهم الاستعانة بنظام أندرويد.. لتحافظ نوكيا على حصتها فى السوق.. كان قرارا سليما فى الوقت المناسب.. لكن لسوء حظ الشركة كان القرار الأخير للأقل ذكاءً.. رفض الفكرة وقرر الانتظار لإنتاج برنامج تشغيل خاص بهم.. فانهارت الشركة فوق رأسه.. وتوارى الهاتف الأول فى العالم إلى الأبد.. لتثبت التجربة أنك إذا أردت تدمير أى كيان مهما كبر فعليك بوضع فاشل على رأسه.