رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

 مما تناولناه كثيراً بشأن ضرورة التجديد فى الخطاب الدينى والحاجة الماسة إلى ذلك الآن، ومن خلال ما تعرضنا له من آليات وصفات يجب أن يتحلى بها المتخصصون بشأن عملية التجديد، نضيف أيضاً أن الصراع بين الحق والباطل فى العقائد والأفكار على مر الأزمنة والأمكنة متجدد ومستمر، والحق أولى بهذا التجديد وهذا التطوير، والنهوض من الباطل والفساد لا بد أن يتطور ويتجدد. والأولى بهذا التجديد هو الخطاب الإسلامى فى خضم الأفكار المتطرفة، والتكفيرية، والإرهابية التى تسود المجتمعات حالياً.

الإسلام هو خاتم الديانات السماوية وصالح لكل زمان ومكان والنبى «صلى الله عليه وسلم»، هو خاتم النبيين والمرسلين وكان بعثه إلى الإنس والجن كافة، ولذلك لا بد أن يكون الخطاب الدينى على ذروة البيان وأكمل وأتم لغة، لأنه المعبر الوحيد عن الدين. يقول الله تعالى «اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشونى اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا». الدين ارتضاه الله لعباده الذين يحبونهم، وليكون لآخر الزمان. ولا أحد يعتقد أن يكون الخطاب المعبر عن هذا الدين به نقص أو قصور، لأنه السبيل الوحيد لسماعه وتوصيله للناس بكل لغات الدنيا. والقرآن الكريم لغته العربية واختاره الله لهذا الدين العظيم. من هنا وجب الإجماع على تجديد الخطاب الدينى.

وهنا يجب أيضاً ألا نستمر فى سياسة الرجعية والجمود والتخلف والقصور. وبطبيعة الحال فإن الزمن يسير إلى الأمام وليس إلى الخلف، ولا يغيب عن أحد أن الشريعة من أساسيات أهميتها أنها تواجه متطلبات الحياة المتجددة، والأمر يحتاج إلى الاجتهاد حتى تتناسب مع أرض الواقع فى التطبيق بسهولة ويسر، وفى إطار معاصر لكل الأبعاد والظروف، والأمر أيضاً يقتضى الخروج من القوالب الجامدة، والانفتاح على العصر بشرط الحفاظ على الثوابت الدينية المنسجمة مع العقل السليم والفطرة الإنسانية. والمعروف أن أى عبادة توفيقية والشرائع المتعلقة بها ثابتة، وأحكامها الشرعية لا تتغير، إلا أن التجديد ضرورة ملحة فى التناول أو بمعنى أدق وأوضح شمول فى اللغة التى يتم التعامل بها مع الآخر.

يعنى ذلك أن الخطاب الدينى لا بد أن يتناسب مع الظروف المعاصرة ويتحدى العقبات والملمات الطارئة على الإنسان. المهمة ثقيلة على أهل الخطاب الموجه إلى الآخر خاصة أن أصحابه ينطلقون من ثوابت لا تتغير، لكن لغة التوصيل هى التى يطرأ عليها التغيير، وهى تحتاج إلى إلمام وافر وشامل منسجم مع روح العصر. ولكل زمن خطابه الخاص به، فلا يجوز أبداً أن يستمر خطاب من مائتى سنة أو خمسة قرون لنطبقه على عصر التكنولوجيا والإنترنت حالياً. فلكل عصر خطابه الدينى الذى يتناسب مع الواقع الذى يعيش فيه الناس.

 وللحديث بقية

رئيس حزب الوفد