عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

 

 

 

 

 

-قبل أن يقرا أحد:

لست مع رؤية المؤرخ الإغريقى هيرودوت التى يقول فيها إن «مصر هبة النيل»، فمصر وجودها دائم لا يمكن أن يرتهن بالنيل ولو كان عظيما، او بغيره.. ولكنى مع المؤرخ المصرى محمد شفيق غربال الذى صحح الرؤية بقوله إن «مصر هبة المصريين»، فإن شاءوا أبقوها وإن شاءوا.......

- وبعيداً عن حديث تحديد المسئولية عما يجرى على صعيد سد النهضة، فالملاحظ أنه لا نعرف شيئاً عن الحلول وسبل المواجهة؟

- فى هذا الظرف العصيب لا فائدة من جلد الذات وإنما الفائدة تتحقق بتوحد البلد كله لمواجهة الكارثة، هذه لحظة فارقة، دور الشعب فيها لا يقل عن دور السلطتين التشريعية والتنفيذية.

لنعترف بداية بأن نفراً منا لم يمنحوا هذا النيل العظيم ما يستحقه من تقديس وتبجيل، كما كان يفعل المصريون القدماء، الذين تشير وثائقهم إلى أنهم حرصوا على عدم تلويث مياه النيل مطلقاً.

نفرٌ منا حولوا النهر الخالد الى مكب للنفايات !وتركت الدولة المصانع تصرف فيه بقاياها من العوادم والكيماويات القاتلة... الخ.

- لم يجد النيل هو الآخر من يحنو عليه، فلا وزير زراعة ولا موارد مائية أو بيئية حدثنا عن كيفية حماية النهر وما سيبقى لنا منه وتقديسه وعدم تلويثه! وحتى الاعلام المرئى كل ماشاهدناه عبره كان حملة تليفزيونية للتوعية، أعرف أنها لم تسمن او تغن من تلوث. لم يفكر مجلس النوام فى الاستيقاظ من نومه الطويل فيصدر تشريعات تحمى مياه النيل، ويعاقب من يلوثونه بالتجريس أولاً وبالغرامات القاصمة للوسط ثانياً. نعم.. ولم لا.. وكل من يلوثون النهر يستحقون ذلك.

- لا يرتقى المصريون المحدثون -إلا من رحم ربى -إلى مراتب عظمة المصريين القدماء،الذين بجلوا النيل وقدسوه وعكسوا ذلك فى تشريعاتهم ونصائحهم المأثورة عنهم والتى يعرفها العالم وكان المصرى القديم يعرف أن الآلهة ستحاسبه فى العالم الآخر،إذا ارتكب جريمة تلويث النيل !المصريون المتوجسون شرا من كارثة سد النهضة يتصرفون بطريقة متناقضة تماماً مع حجم مخاوفهم! لا يزال العمال يرشون مليارات الأمتار المكعبة من المياه يوميا أمام محالهم أو بيوتهم، ولايزالون أيضا يستخدمون نفس المياه العذبة فى غسيل سياراتهم! لم يقل لنا أحد ماذا سنفعل عندما تلوح الكارثة لأعيننا مباشرة، هل سنستمر فى زراعة المحاصيل التى تستنزف مياهاً غزيرة مثل الأرز؟ أما من علماء أو خبراء او دراسة تقول لنا كيف نمنع هدر ٤ مليارات متر مكعب سنويا من مياه النيل فى البحر المتوسط؟ ولم يستطع مشروع تطوير الترع الفرعية أن ينجح فى ذلك، كما لم تنجح الخطة القومية للموارد المائية 2017 فلم تنجم عنها مشروعات جادة على أرض الواقع، تستغل حصة مصر من المياه أفضل استغلال! لا نعرف إلى أين وصل مشروع تخزين مياه النيل فى منخفض القطارة الذى يهدف للاستفادة من المياه المهدرة التى يبتلعها البحر المتوسط يوميا، ويبلغ حجمها 500 ألف متر مكعب. هل هذا تعامل بلد مع مخاطر تهدده بالعطش؟ هل من المعقول بقاء السياسات العقيمة كما هى ألا يستدعى هذا الخطر أن تبرز أفكار جديده مبتكرة لمواجهة اللحظة الفارقة؟