رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هموم مصرية

عندما كتبت هنا ـ منذ أيام ـ مطالباً بتكريم قيادات وزعامات الوفد ـ على مر تاريخه ـ رأيت تأجيل الدعوى لتكريم مصطفى شردى الى أن يحين موعد مولده.. وأنا لا يمكن أن أنسى فارس الصحافة المعارضة.. إذ بفضل إصرار فؤاد سراج الدين وصحبة حوله لا تزيد على أصابع اليدين، فى إعادة حزب الوفد الى الحياة السياسية.. إلا إننى لا أنسى دور مصطفى شردى الذى أعاد صوت الوفد، والوفديين، إلى الحياة بعد صمت فرضه النظام الناصرى منذ يناير 1953 الى أن عاد أيام السادات فى عام 1978. ومصطفى هو الذى قاد هذا الواجب الوفدى وجعل من جريدة الوفد، ومنذ صدر العدد الأول الأسبوعى منها فى مارس 1984، هى أعلى صوت معارض فى مصر.. وزاد هذا الصوت ارتفاعاً بإصدار الوفد اليومى فى مارس 1987.

< وأهم="" إنجازات="" شردى="" الوفدية="" هى="" انه="" كان="" ينشر="" فى="" «الوفد»="" ما="" تعجز،="" وتخشى="" أى="" صحيفة="" أخرى="" حكومية="" وغير="" حكومية="" عن="" نشره="" حتى="" جعل="" شردى="" من="" «الوفد="" »="" النافذة="" الأولى="" الأكبر="" للمعارضة="" البناءة="" فى="" البلاد..="" ومن="" المؤكد="" أن="" قدرة="" شردى="" على="" القيادة="" والتفكير="" وحسن="" الإدارة="" جعلته="" قادراً="" على="" قيادة="" كوكبة="" صغيرة="" من="" الصحفيين="" كانت="" كوكبة="" فدائية،="" وكنا="" فى="" البداية="" مجموعة="" من="" خمسة="" فدائيين="" وأن="" يحقق="" بهم="" ـ="" ومعهم="" ـ="" أعظم="" خبطات="" صحفية="" معارضة="" فى="" عصرها..="" ولم="" يتحقق="" ذلك="" إلا="" بفدائية="" شردى="" نفسه..="" لم="" لا="" وكان="" قد="" تعود="" وتمرس="" على="" العمل="" الفدائى="" منذ="" غطى="" أحداث="" العدوان="" الثلاثى="" عام="" 1956،="" وكان="" يومها="" طالباً="" فى="" المدرسة="" الثانوية،="" وأيضاً="" منذ="" تغطيته="" لحرب="" 67="" فى="" منطقة="" القناة="" وأصبح="" أبرز="" محرر="" عسكرى="" وقتها،="" فالفدائية="" مزروعة="" فيه="" حتى="" قبل="" ان="" تنبت="" أى="" شعيرات="" فى="">

وفدائية مصطفى شردى لا أحد يجاريها، فإذا كان هو أصبح الصوت الأول للوفد ومنذ صعد بتوزيع جريدة الوفد إلى أرقام لم تعهدها الصحافة المعارضة ومن الأعداد الأولى، بل كان فدائياً يوم سافر الى الخليج ليقود أفضل تجربة صحيفة مصرية فى أبوظبى.

واللافت للنظر هنا أن هذه الكتيبة الفدائية التى سافرت بعد الى أبوظبى لتصنع أفضل صحف الخليج هى نفس الكتيبة الفدائية التى عملت معه وبجانبه فى حزب الوفد وجريدة الوفد.

وقد عرفت مصطفى منذ تزاملنا معاً فى قسم الصحافة فى جامعة القاهرة فى أكتوبر 1957، ومنذ عملنا معاً أيضاً فى اخبار اليوم كنت أرى فى مصطفى هذا الفدائى وهذا الفارس الذى ولد ليقاتل ويعيش عمره كله وسط المعارك وكثيراً ما كنت أرجوه وأنا فى ميمنته أن يخفف من حدته كنت كان يأبى الاستماع لهذه النصيحة وكأنه كان يقرأ المستقبل ويعلم ان عمره لن يطول لذلك كان يرفع وباستمرار من عنف أسلحته ولذلك رحل شردى وهو رافعاً سيفه شاهراً قلمه كأنه مدفع رشاش.

لذلك أقترح وضع تمثال للفارس شردى فى مدخل بيت الأمة بجانب أو على الأقل خلف تمثال سراج الدين، فهذا أقل ما نقدمه لفارس الصحافة المعارض الذى ولد فى مثل هذه الأيام.

رحم الله زميل العمر الفارس الشهيد.