رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

< مصر="" عاشت="" سنوات="" طويلة="" من="" الفوضى="" على="" شتى="" المستويات..="" وأدت="" هذه="" الفوضى="" الى="" غياب="" القانون،="" وتفشي="" ظواهر="" اجتماعية="" سلبية="" لعل="" أخطرها="" كان="" تفشي="" الفساد="" وتجذره="" في="" معظم="" مؤسسات="" وقطاعات="" الدولة،="" والمؤسف="" أن="" هذا="" المرض="" الخطير="" انتقل="" من="" قطاعات="" الدولة="" الى="" المجتمع="" بشكل="" عام،="" ورأينا="" كثيراً="" من="" القطاعات="" الخاصة="" قد="" تفشت="" فيها="" نفس="" الظواهر="" السلبية="" في="" مخالفة="" القوانين="" وانتشار="" الواسطة="">

قطاع التعليم في مصر أحد أهم القطاعات الذي تأثر بشكل بالغ وأصبح يحتاج الى اعادة نظر شاملة، وكلنا يعلم أن انهيار منظومة التعليم في العقود الماضية كان أحد أسباب المشاكل التي تعاني منها مصر لأن التعليم والبحث العلمي هو قاطرة الحداثة والتطور والنهضة في أية دولة، ولكن للأسف تحول التعليم في مصر الى عبء جديد على الدولة وسبب في تخلفها وتراجعها، وكشفت الاحصائيات العالمية عن هذا التخلف عندما خرجت الجامعات المصرية من تصنيف أفضل 500 جامعة في العالم، بعد أن تحولت هذه الجامعات الى مجرد ادارات لمنح الشهادات فقط، نفس الأمر حدث في التعليم الفني الذي فقد دوره التدريبي والانتاجي وتحول الى مانح للشهادات الورقية لملايين العاطلين.

تدني مستوى التعليم العام في مصر كان سببا في تحول كثير من المصريين لإلحاق أبنائهم بالتعليم الخاص سواء في المدارس والجامعات، ورأينا مؤخراً الانتشار الكبير للمدارس الخاصة الى حد أنها انتشرت في المدن والمراكز الصغيرة بالأقاليم بعد أن كان الأمر مقصوراً على القاهرة والاسكندرية، ومع أن تجربة المدارس الخاصة كانت في بدايتها جيدة وتحقق بعض الأهداف التعليمية نظير المقابل المالي الذي تحدده.. إلا أن هذه التجربة قد أصابها فيروس الفساد المنتشر في مصر وتحولت كثير من المدارس والجامعات الخاصة الى كيانات لجمع الأموال والتربح السريع، واعتمد أصحاب هذه المدارس والجامعات على المناخ الفاسد وغياب رقابة الدولة في ابتزاز التلاميذ وأسرهم ورأينا هذه المدارس تتعامل كجزر منعزلة عن الدولة وتفرض ما تشاء من رسوم وشروط على التلاميذ!!

للأسف الشديد تحولت المدارس الخاصة الى مجرد مشروعات لجمع الأموال والثراء السريع على حساب العملية التعليمية والتربوية بعد أن أبدعت اداراتها في طرق جمع الأموال وابتزاز المواطنين، ودليل تدني الخدمة التعليمية في هذه المدارس رغم أنها بمقابل هو أن معظم أو كل تلاميذ هذه المدارس منذ المرحلة الأولى يتلقون دروساً خصوصية من معلمي هذه المدارس، وليت الأمر اقتصر على هذا الحد ولكن ومن خلال تعدد الحفلات وفرض زي للمدرسة ثم زي آخر للحفلات ومن خلال متعهدين محددين، ثم عشرات الرحلات للمرحلة الواحدة ومعظمها رحلات تافهة لا تضيف للتلاميذ شيئاً وبرسوم مغالى فيها وغيرها من الأنشطة وفرض التبرعات أصبحت كثير من هذه المدارس مجرد مافيا لجمع ملايين الجنيهات، وحتى لا يقول قائل: إن بعضها اختياري للتلميذ.. نقول له إن بعض التلاميذ الذين يتخلفون عن المشاركة يلاقون أسوأ معاملة من ادارة المدرسة والمعلمين وحتى سائقي الباصات التي تنقلهم!!

باختصار.. نحن أمام فوضى ومافيا لجمع الأموال والتربح السريع تحت مسمى المدارس الخاصة بسبب غياب الدولة ووزارة التعليم، وغض البصر من بعض الفاسدين الذين يراقبون هذه المنظومة.