عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

لابد من الاعتراف بأن مؤسسات الدولة، تعانى مشكلات لا حصر لها.. بيروقراطية، وتكدس بالموظفين، وضعف إمكانيات.. وليس من العدل والإنصاف أن نطالبها بحل مشكلات نعانى منها وهى لا تستطيع أن تحل مشاكلها.. ولابد أن نتعامل معها بوصفها مكاناً لصرف الأجور والمرتبات ومخزناً لملايين القوانين والقرارات الإدارية، ولا نطالبها بأكثر من ذلك، لأن الضرب فى القطاع العام حرام!

وإن مشكلات مثل الإرهاب، والفكر المتطرف أو تجديد الخطاب الدينى، وأيضا التعليم والصحة والثقافة هى أصلا معضلات ضخمة، عجزت عن حلها بلدان كثيرة وليست مجرد مشكلات بسيطة.. ونظراً لأن مؤسساتنا الحكومية لديها ما يكفى من مهام ومسؤوليات سيظل ما نعانى منه هو أكبر من وزارات وهيئات مثل الأزهر ووزارة الأوقاف وحتى وزارة الثقافة، وعليها وزارتا التربية والتعليم والتعليم العالى.. ما لم يتم الاستعانة بالمؤسسات التعليمية والثقافية الأهلية!

ولا عجب فى ذلك، لأن المؤسسات الاهلية لا تعانى من نفس الأمراض المزمنة التى تعانى منها المؤسسات الحكومية.. فموظفوها بالعدد وحسب احتياجاتها، ولا يقوم عضو برلمان بتوظيف الأقارب والاحباب وأبناء الدائرة، وكذلك لا تشكو من بيروقراطية فى اتخاذ القرارات وتتمتع بحرية ومرونة فى كل شىء المهم أن تستطيع القيام بدورها بأفضل صورة ممكنة.. ولهذا فإن جامعة مثل هارفارد الامريكية والتى تحتل المرتبة الأولى على جامعات العالم، لأكثر من عشر سنوات، وتضم الكثير من العلماء الحاصلين على جائزة نوبل فى العلوم، وتخرج منها عدد كبير من رؤساء أمريكا، مثل فرانكلين روزفلت، وجون كينيدى، باراك أوباما، وتخرج منها اغنى الأغنياء وأشهر الشخصيات فى العالم مثل بيل جيتس (مالك شركة مايكروسوفت) ومارك زوكربيرغ (مؤسس موقع فيس بوك).. هى فى الأصل جامعة أهلية وليست حكومية!

وفيما مضى كانت المؤسسات الاهلية فى مصر، تلعب دورا حيويا ومؤثراً فى التعليم والصحة والشئون الاجتماعية والثقافة.. جامعة القاهرة كانت أهلية، ومستشفيات المواساة أهلية، وكلية الفنون الجميلة أسسها الأمير يوسف كمال.. وغيره ممن أوقفوا آلاف الأفدنة الزراعية والعمائر السكنية للإنفاق على المحتاجين والفقراء.. ولا سبيل حقيقيًا لمواجهة مشكلاتنا المزمنة سوى بتشجيع وتحفيز القطاع الأهلى للمشاركة بجدية فى إيجاد حلول لما نعانى منه.. صحيح لا يمكن الاستغناء عن مؤسسات الدولة، ولكن بعد العمل على حل مشكلاتها أولا حتى يمكن أن تكون عاملا مساعدا للنجاح وليس سببا للفشل!

ولا شك أن مؤسسات مثل جامعة أحمد زويل، ومركز مجدى يعقوب للقلب، وجائزة ساويرس الثقافية ومهرجان الجونة السينمائى، ثم مؤسسة فاروق حسنى للثقافة والفنون التى أطلقها مؤخرا وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى لتضم متحفاً لمقتنياته من لوحات ومنحوتات وأعمال فنية، وتنظم مجموعة من الأنشطة الفنية والثقافية، وترعى مسابقات فى فروع الفنون المختلفة.. وكذلك مؤسسة بتانة الثقافية، وورشة الزيتون، وايضاً جائزة عبدالستار سليم للشعر والنقد.. وغيرها من مشاركات أهلية فى مختلف المجالات هى الأمل الحقيقى لمواجهة مشكلاتنا من كل نوع، بدلا من الجرى وراء سراب الحلول الحكومية التى تكلفنا مئات الملايين من الجنيهات والنتيجة صفر على الشمال!

[email protected]