رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

سمك.. لبن.. تمر هندى، صارت معظم القنوات الفضائية ومعظم الصحف المستقلة تقدم لنا أمراضا أخلاقية واجتماعية وانحدارا ثقافيا مروعا، كما حتى الأعمال الدرامية التليفزيونية، وأيضا الأفلام السينمائية أصبحت مستنقعا موبوءا من صور البغاء ...ليس البغاء الجسدى فقط، ولكن البغاء الأخلاقى، بجانب سيول الأكاذيب والتضليل، واعود بكم هنا لأكمل ما اقره المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام من أكواد هى معايير أخلاقية يجب على كل وسائل الإعلام الإلتزام بها، والا واجهت عقوبات المصادرة والتوقيف او الإغلاق، وأتناول معكم بالعرض  باقى الأكواد التى ستضبط الأخلاق المهنية للإعلام ككل مسموعا.. مقروءا.. مرئيا.

وحسب اللائحة التى أقرها المجلس، فإن محتوى الأعمال الدرامية والإعلانية يجب أن يلتزم بالأكواد الأخلاقية والآداب العامة، ويتمثل هذا فى احترام عقل المشاهد، والحرص على قيم وأخلاق المجتمع، وتقديم أعمال تحتوى على المتعة والمعرفة، وتشبع البهجة وترتقى بالذوق العام، وتظهر مواطن الجمال فى المجتمع، وان يتم الالتزام بالمعايير المهنية والأخلاقية فيما يعرض عليها، من أعمال سواءً كانت مسلسلات او إعلانات.

وعدم اللجوء إلى الألفاظ البذيئة وفحش القول، والحوارات المتدنية والسوقية، التى تشوه الميراث الأخلاقى والقيمى والسلوكى، بدعوى أن هذا هو الواقع، والبعد عن إقحام الأعمال الدرامية بالشتائم والسباب والمشاهد الفجة، والتى تخرج عن سياسة البناء الدرامى وتسىء للواقع المصرى والمصريين، لا سيما وأن الدراما المصرية يشهدها العالم العربى كله، وكذلك عدم استخدام عبارات وألفاظ تحمل للمشاهد أو الملتقى إيحاءات مسيئة،  تهبط بلغة الحوار ولا تخدمه بأى صورة من الصور، الرجوع إلى أهل العلم  والاختصاص فى كل مجال فى حال تضمين المسلسل لأفكار ونصوص دينية أو علمية أو تاريخية، وذلك حتى لا تصبح الدراما مصدرًا لتكريس أخطاء معرفية.

التوقف عن تمجيد الجريمة باصطناع أبطال وهميين، يجسدون أسوأ ما فى الظواهر الاجتماعية السلبية التى تسهم الأعمال الدرامية فى انتشارها وتقليدها، وضرورة خلو الأعمال الدرامية والأعمال الإعلانية من العنف غير المبرر والحض على الكراهية والتمييز وتحقير الإنسان، والتأكيد على الصورة الإيجابية للمرأة، والبعد عن الأعمال التى تشوه صورتها عمدًا أو التى تحمل الإثارة الجنسية سواء قولًا أو تجسيدًا، وتجنب مشاهد التدخين وتعاطى المخدرات التى تحمل إغراءات للنشء وصغار السن والمراهقين لتجربة التعاطي، عدم التحريض على تجاهل القانون، أو الإيحاء بإمكانية تحقيق العدالة والتصدى للظلم الاجتماعى، باستخدام العنف العضلى أو التآمر والأسلحة بمختلف أنواعها، وليس بالطرق القانونية، والتوقف عن معالجة الموضوعات التى تكرس الخرافة والتطرف الدينى  كحل للمشكلات الدنيوية أو كوسيلة لتغييب التفكير العقلانى والعلمى.

وتناول كود الأعمال الدرامية ايضا  بندا تحدث عن الحد من استخدام القوالب الجاهزة والمستوردة «التركى والإسبانى والهندي.. إلخ»، وعدم تكييف الموضوعات والشكل، وفقًا لهذا القالب لطمسها الهوية المصرية للأعمال الفنية،  والبعد عن الأعمال التى تشوه صورة المرأة، وتحمل الإثارة الجنسية سواء قولا أو تجسيدا، وإفساح المجال لمعالجة الموضوعات المرتبطة بالدور المجيد والشجاع، الذى يقوم به رجال المؤسسة العسكرية ورجال الشرطة فى الدفاع عن الوطن، إفساح المجال للدراما التاريخية والدينية والسير الشعبية للأبطال الوطنين وذلك بهدف تعميق مشاعر الانتماء وتنمية الوعى القومى.

فى الحقيقة تعمدت التركيز بتفصيل على الأكواد والمعايير الأخلاقية للأعمال الدرامية، لأنها تغزو أسرنا، وتقتحم أطفالنا ونحن آمنون فى عقر ديارنا، ومساحتها فى البث عريضة، ما يسمح لها بتمديد آثارها المدمرة بصورة متواصلة ومكثفة.

كما  ركز كود الصحافة والإعلام الرياضى فى بنوده الـ17، على عدم الخروج على مقتضيات المعالجة الإعلامية أو الصحفية أو المهنية،  إلى أبعاد سياسية أو ثقافية أو اجتماعية أو أمنية، وتجنب استخدام تعبيرات التهديد أو التخويف أو التحريض، وعدم افتعال المشاكل والتراشق اللفظى مع أطراف أخرى.

مجهود رائع من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ولجنة الشكاوى التى يرأسها الأستاذ جمال شوقى، والأروع ان يتم التطبيق دون تساهل او تغاضٍ او استثناءات، وأن تطبق العقوبات دو اى رحمة.. وذلك رحمة بمجتمعنا الذى يقف على حافة الانهيار.

[email protected]