رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لعل وعسى

يؤكد الواقع الحديث أن النخب العالمية على اختلاف توجهاتها تمر بمحنة كبيرة تتلخص فى مؤشرات كثيرة أهمها أن الاستراتيجيات والسياسات المطبقة والتى من المفترض أن تكون قد وضعت على أسس علمية مختلفة تماما عما يجب أن تكون عليه عند تناولها على المستوى الشعبى وهو ما تعمق أولا بتجذر حالة الإقصاء الجمعى للخصوم السياسيين وخير شاهد على ذلك ما فعله الرئيس الأمريكى ترامب إذ ظهرت تقارير عن حثه زعيم إحدى الدول الأخرى على إجراء تحقيقٍ عن جو بايدن، الذى يعتبر أكبر خصومه فى الانتخابات الرئاسية لعام 2020، وأحدثت زلزالًا فى واشنطن ورفعت أعداد الأصوات المنادية بسحب الثقة من ترامب، بحسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية. وكذلك خداع الذات وهو ما اتضح فى معالجة الرئيس الفرنسى ماكرون للوضع الاجتماعى نتج عنه حركة السترات الصفراء التى طالبت الحكومة بالتراجع عن قرارها بزيادة الضريبة على الوقود وإلغائها بشكل نهائى. والمطالبة بتحسين أوضاع المعيشة، وخفض الضرائب، وإيجاد حل لهبوط القيمة الشرائية، كما يطلبون من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بأن يستمع إليهم متهمين إياه بـ«العجرفة» و«التكبر».

والواقع أن ثورة الاتصالات وعلى رأسها شبكة التواصل الاجتماعى أتاحت للبشر فى كل مكان التأمل فى الأوضاع العالمية وتتبع سلوك النخب فيها بما له من دلالات ذات أهمية.ثانيا عملية التزييف المنهجى للوعى السياسى ناتج عن عدم القدرة على قراءة المشهد فها هى إسطنبول تعلن على الملأ أنها تحررت من قبضة الإسلام السياسى بعد أن تم أسرها لربع قرن من الزمان، لكنها فى ذات الوقت ستحقق نصف نبوءته، ولأن من فاز برئاسة بلديتها هو مرشح المعارضة، إذن فبعد أربع سنوات من الآن «وهذا وعد منها» سيكون أكرم إمام أوغلو هو رئيس الجمهورية التركية خلفا للرئيس رجب طيب أردوغان لكن هذه النبوءة يتم تزييفها بطريقة منهجية باستغلال ثورة الاتصالات.

ففى تغريدة نشرها على حسابه بموقع تويتر، قال مسئول بارز بحزب سعادات الإسلامي: «الدولة التركية كانت تقول للأكراد منذ 45 عاما: لا تتبعوا خطوات عبد الله أوجلان الإرهابي! لكن لما تبين أن حزب أردوغان سيخسر فى إسطنبول طالبتهم الدولة ذاتها باتباعه والاستجابة لدعوته، الحقيقة أنها ليست الدولة بل السياسة القذرة» ثالثا تقييد الحريات بكافة أشكالها فها هو بوتين رئيس روسيا القوى يوقع على قانون «الإنترنت السيادي» المتمثل فى مراقبة حركة مرور الانترنت فى روسيا وإبعادها عن الخوادم الأجنبية. وذلك فى خطوة أثارت العديد من الانتقادات للمنظمات الحقوقية داخل وخارج روسيا. كما وقع فى مارس الماضى قوانين أخرى مثيرة للجدل تسمح للمحاكم بتغريم وسجن الأشخاص الذين يظهرون عدم احترام تجاه السلطات، وبحظر وسائل الإعلام التى تنشر «أخبارًا مضللة».

مِحن النخب العالمية كبيرة ولكن لا يمكن أن ننسب فشل هذه النخب لأسباب شخصية تتعلق بهم لأنهم فى الواقع يخضعون لمراكز القوى التى تتحكم فى المشهد والتى تتمثل فى المؤسسات بكافة أنواعها وأعضاء الطبقة السياسية التى يحترف أعضاؤها السياسة عبر أحزاب قوية وتاريخية وتبقى المقارنة التى لا تتم إلا بتهيئة الأرض لعقدها ولن تنجح إلا بترتيب البيت من الداخل.