رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

أسوأ ما فى هذا العصر ليس أن الجمهور الذى كان يسمع زمان عن الحرب، قد أصبح يراها حية على الشاشات، ولا أسوأ ما فيه أن الجمهور نفسه الذى كان يطالع أخبار القتال، على الصفحات الصامتة فى كل جريدة، قد صار يعيش معها لحظة بلحظة وقت وقوعها كأنها تجرى فى بيته!

لا.. ليس هذا هو أسوأ ما فى هذا العصر، رغم السوء الظاهر فى الحالتين.. ولكن الأسوأ حقًا أن يعتاد الناس على أنباء الحروب، وأن يقفزوا فوقها إذا صادفوها فى الجرائد، وألا يتوقفوا عندها، وأن ترى الصحف ذلكن فتدفع بالأخبار المتعلقة بهذا الشأن إلى صفحاتها الداخلية، فلا يكاد القارئ يراها، وإذا رآها تجاوزها إلى غيرها دون اهتمام!

وليس أدل على هذا إلا أخبار الحرب الدائرة على أرض ليبيا على حدودنا منذ أبريل الماضى، بين الجيش الوطنى الليبى من جانب، وحكومة فايز السراج التى توصف بأنها حكومة الوفاق الوطنى من جانب آخر!

ففى البداية كانت أخبار الطرفين فى الصفحات الأولى، وكان الإعلام يضع كل خبر قادم من ليبيا فى صدر أخباره، وكان المتابع للمشهد الليبى يهتم به، ويتمنى لو أن حكومة السراج سلمت بأن الجيش الوطنى لا يحاربها ولكن يحارب الميلشيات التى تحتمى بها، وأن بلدًا فى حجم ليبيا لا يحتمل أن يكون فيه جيشان.. فهو جيش وطنى واحد مهمته أن يحفظ حدود البلد وأن يطهره من الإرهاب!

ولكن السراج لا يزال ينازع الجيش مهمته، ولا يزال يتحصن فى العاصمة طرابلس، ولا يزال يعطى الميلشيات فرصة التواجد فى العاصمة واستهداف قوات الجيش الوطنى!

وفى هذا الأسبوع قال اللواء أحمد المسمارى، المتحدث باسم الجيش الوطنى، إنهم رصدوا عناصر تركية تحارب فى صفوف الميلشيات!

وعندما يخرج مثل هذا الكلام عن المتحدث باسم الجيش، فالحديث هنا على لسان رجل عسكرى مسئول!.. فأين المجتمع الدولى؟، أو ما يسمى بالمجتمع الدولى، الذى لا يكف عن التأكيد أنه يطارد الإرهاب، ويحاربه، ويعاقب مموليه والمشاركين فيه؟!

إما أن يكون المسمارى غير صادق فيما يقول فيحاسبه هذا المجتمع الدولى، وإما أن يكون صادقًا، وهذا هو الغالب، فلا أقل والحال هكذا، من توقيع العقاب الواجب على رئيس تركى، يشارك ميلشيات طرابلس الحرب على الدولة الليبية، وعلى الجيش الليبى، ثم على الشعب الليبى قبل الدولة والجيش!

ليت السراج يدرك أن وجوده مواطنًا عاديًا فى وطن ليبى آمن، أفضل آلاف المرات من جلوسه على رأس حكومة فى لا وطن!