عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

فى مسألة الخطاب الدينى لا يمكن التعامل مع الأمر على أنه رسالة وحسب وإنما هو اعتقاد ثابت وراسخ على أن حرية الاعتقاد حق من حقوق الإنسان وأنها مكفولة لبنى البشر لهم الحق فيما يعتنقون. والإسلام وهو أرقى تصور للوجود وللحياة وأقوم منهج للمجتمع الإنسانى بلا مراء، هو الذى ينادى بأنه لا إكراه فى الدين، وأنه قد تبين الرشد من الغي. وهو الذى يُبين لأصحابه قبل سواهم أنهم ممنوعون من إكراه الناس على هذا الدين. وتاريخ الإسلام شاهد على على أن الشريعة وأهلها قد كلفوا لأتباع الأديان الذين يعيشون فى ظل الإسلام إبقاء على عقائدهم وديانتهم، ولم يرغم أحدًا على الدخول فى الإسلام، وهذا لم يكن ضعفًا بل كان مبدأ. 

وكفل الإسلام لغير المسلمين فى المجتمع الإسلامى حرية الاعتقاد والعبادة وحماية المعابد والصوامع والبيع. والإسلام لم يقم على اضطهاد المخالفين أو المعارضين أو مصادرة حقوقهم أو تحويلهم بالكره عن عقائدهم أو المساس الجائر لأموالهم وأعراضهم ودمائهم. وتاريخ الإسلام فى هذا الشأن أنصع تاريخ على وجه الأرض. والفقهاء جميعهم أكدوا أن المكره على الإسلام لا يصح إسلامه. كما أن الإسلام يترك لغير المسلم حرية ممارسة العبادات التى تتفق مع عقيدته. ويأمر بالمحافظة على بيوت العبادة التى يمارس فى شعائره، ويحرم على المسلمين الاعتداء على بيوت العبادة أو هدمها أو تخريبها أو الاعتداء على القائمين فيها سواء فى حالتى السلم أو الحرب. وهناك وثائق تاريخية كثيرة فى وصية الخلفاء لقادة الجيوش، وكذلك المعاهدات الـتى تم إبرامها فى التاريخ الإسلامى، ومنها الوثيقة العمرية مع أهل بيت المقدس. والدليل الملموس هو بقاء أماكن عبادة تاريخية لأهل عقائد غير الإسلام فى الديار الإسلامية. 

والمعروف تاريخيًا أن الفتح الإسلامى اعترف بالآخر ولم يرغم أحدًا على الدخول فى الإسلام ومن شواهد التاريخ إنه لما ازدادت رقعة الدولة الإسلامية زمن النبى «صلى الله عليه وسلم» كانت هناك قبائل نجران غير المسلمة وقام الرسول بإبرام المعاهدات معها والتى اتسمت باللين والرفق والتسامح وقام بتأمين حرية العبادة لها وممارستها كل الشعائر بحرية كاملة وكل أماكن عبادتهم وضمن لهم حرية الفكر والمعتقد. 

كل هذه المعتقدات ضرورة ملحة فى الخطاب الدينى والقائمين عليه وبدون ذلك يكون هناك قصور فى الذين يقومون بشأن الخطاب، وحرية الفكر ضرورة أيضًا ملحة للقائمين على أمره خاصة فى التعامل مع الآخر الذى يختلف فكريًا. ومن هنا بات ضروريًا وملحًا التسلّح لأهل الخطاب الدينى بهذا الفكر الحر القائم على رؤى التجديد.

وللحديث بقية

رئيس حزب الوفد