رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

بعد كل عملية إرهابية قذرة، تحصد أرواحًا طاهرة، نتجرع الحسرة تلو الأخرى على فلذات أكبادنا.. فماذا يريد الإرهابيون ومصاصو الدماء، وما مغزى رسائلهم المتكررة التي يبعثون بها كل فترة، عبر استهداف وقتل الأبرياء؟

على مدى سنوات، لم تتوقف يد الإرهاب الغادر، ومحاولاته البائسة لنشر الاضطرابات، وترويع الآمنين، وزعزعة الاستقرار، والنيل من وحدة الوطن، وتهديد الأمن القومي، وتقويض كل محاولات تحقيق السلم الاجتماعي.

لكن، رغم مرارة ما حدث ويحدث، إلا أنه من المهم الاعتراف بأن القضاء على جماعات الظلام، لن يتم في يوم وليلة، بل يحتاج إلى وقت وجهد إضافيين، ولذلك نعتقد أن الحلول العسكرية والأمنية، ضرورية ومطلوبة، لكنها تظل مرتبطة بوضع خطط تنموية حقيقية، وتعزيز قيم الحرية والديمقراطية.

ما تتعرض له مصر من أعمال إرهابية، ليس استثناءً، فكثيرًا من الدول العربية والإسلامية ابتليت في العقود الأخيرة بنزعة التطرف، التي رسخ لها «الفكر الوهابي»، الذي نعتقد أنه المصدر الرئيس لتصدير الأفكار الشاذة والفتاوى العجيبة، وأحد واجهات ورايات التطرف العقيم، التي يعاني منها الإسلام.

لا شك أن دولًا كبرى، وحلفاؤها في عالمنا العربي، تتحمل أوزار انتشار وظهور هذا «الدين الجديد»، وذلك عندما نعود بالذاكرة إلى نهاية سبعينيات القرن الماضي، عندما دخلت القوات السوفيتية، العاصمة الأفغانية «كابول»، لدعم الانقلاب الشيوعي ضد فصائل «متطرفة» تسمي نفسها «المجاهدون الأفغان».

بالطبع، لم تكن الولايات المتحدة، بعيدة عن تشجيع ودعم هؤلاء «المجاهدين»، حيث مارست ضغوطًا هائلة على معظم الدول العربية ـ خصوصًا النفطية ـ ليتم السماح للشباب «المسلم»، بـ«الجهاد» في الحرب ضد «الكفار السوفيت».

لم تتأخر دول عربية وخليجية ـ على المستويين الرسمي والشعبي ـ في تشجيع الشباب على «الجهاد»، وإصدار الفتاوى اللازمة، في إطار حالة التعبئة العامة السائدة، وحرصًا على تجييش المشاعر الدينية عبر المنابر ومختلف الوسائل الإعلامية.

المدهش أن الأمر كان مستهجنًا لدى المسؤولين الأفغان أنفسهم، حين صرحوا وقتها: «كنا نفضل الحصول على قيمة تذكرة السفر التي أتى بها (المقاتل العربي) بدلاً من حضوره الشخصي»! بل إنهم وجهوا سؤالًا للمجاهدين العرب: «إن كانت لديكم رغبة في الجهاد فلماذا لا تذهبون لتحرير فلسطين بدلًا من السفر آلاف الكيلومترات لتحرير بلاد لا ترتبطون بها سوى التشابه في الدين»؟!

وعندما بلغ عدد المتطوعين «المجاهدين» العرب أكثر من 40 ألفًا في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وكانوا يشكلون عبئًا على حركة المقاومة الأفغانية، لم تكن تتوقع الأنظمة العربية أنها تلعب بالنار، لأن ما حصل بعد ذلك أنه تم إعادة إرسال نصف من يسمون أنفسهم بـ«المجاهدين» إلى بلدانهم الأصلية لرفع «راية الجهاد» و«الزحف المقدس» ضد شعوبهم و«حكوماتهم الكافرة»!

تطور الأمر بعد ذلك في العام 1990، عندما غزا صدام حسين دولة الكويت، وقام باحتلالها، لتكون فرصة عظيمة لتنظيم القاعدة الإرهابي الذي أسسه أسامة بن لادن، من خلال تشكيل تنظيم سري لمحاربة القوات الأجنبية «الكافرة»، وتفجير سفارات وقتل أبرياء، حتى كانت «غزوة نيويورك» التي غيَّرت وجه العالم!

إذن، لا نبالغ عندما نقول إن «الدين الوهابي» خلال العقود الماضية، كان وبالًا على الإسلام والمسلمين، رغم ما تم إنفاقه من مليارات الدولارات على ما سمي بـ«الصحوة الدينية» خلال الفترة من 1991 ـ 2001، التي أعقبها عملية تفريخ مستمرة للتنظيمات الإرهابية كـ«داعش» وأخواتها!

[email protected]