عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

 

منذ زمن طويل.. من بداية العشرينات كانت هناك امرأة  حديدية صلبة عملها صحفى يهودية «اسمها مدام فيني».. لها مبنى ضخم فى وسط البلد 24 شارع زكريا أحمد يطل على أهم ثلاثة شوارع «زكريا أحمد ـ نجيب الريحانى ـ أحمد عرابى».... كان المبنى يضم شركتين شركة الإعلانات المصرية وهى أكبر شركة إعلانات فى مصر منذ بدء عملها... وشركة الإعلانات الشرقية تصدر ثلاث صحف أجنبية صحيفتان باللغة الإنجليزية وصحيفة فرنسية.

ظلت مدام فينى «ايقونة» الصحافة المصرية لنجاحها واتصالاتها... إلى أن قامت ثورة يوليو 1952... الى أن وضعت الثورة مدام فينى و مبناها الكبير تحت المراقبة... فجأة بعد أقل من عامين «عام وبضعة شهور» استدعى محمد  نجيب رئىس الوزراء المرحوم  محمود أبوالفتح صاحب جريدة «المصرى» أكبر صحف الشرق الأوسط.... عرض نجيب على أبو الفتح أن يشترى دار شركتى الإعلانات والصحف الأجنبية..... كانت  مفاجأة غير عادية لأبوالفتح ـ ثم اتضح أن الصحف الأجنبية تكتب أخباراً قد تكون حقيقية ولكنها فى غير صالح الثورة.

كان هذا أول تمييز لأبوالفتح وجريدة «المصرى» الذى ساعد الثورة بل لولاه لما قامت الثورة.... هذا بإضافة السهرات اليومية فى جريدة «المصرى» وما يبوح به عبدالناصر كل ليلة من أخبار فتعمل الجريدة تغييراً للانفراد بالسبق الصحفى..... دون باقى الصحف... دبت «الغيرة»  من هذه الصحيفة التى استولت تقريباً على الثورة ورجالها... وبدأت الحرب على هذه الجريدة التى تنادى فى كل أعدادها بإعلام كبار كتاب مصر والعرب بالديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية.

«....»

كانت فرصة انقلاب مارس 1954 ـ تكتل أعضاء مجلس الثورة ضد محمد نجيب وخالد محيى الدين وتأييد جريدة «المصرى» لهما... كان الجو مهيأ للانتقام من جريدة «المصرى» التى استولت على البلد كله فى هذه الأثناء ـ وبالتدريج بدأ مجلس قيادة الثورة محاربة الجريدة بطريقة فجة خصوصاً مقالات صلا ح سالم الذى وجه الكثير من اتهامات لأصحاب الجريدة لا أساس لها وغير صحيحة على وجه الاطلاق.

وأخيراً... عثروا على مطالب ضرائبية قديمة تطالب محمود ابوالفتح بـ378 ألف جنيه... وهى مطالبات عادية لواحد صاحب أكبر صحيفة فى الشرق الأوسط غير شركاته منذ كان صاحب شركات أجنبية هى فروع لشركات عالمية مثل كوكاكولا والسيارات ألمانيا كلها من مرسيدس للفولكس فاجن!!! وغيرها.

المهم أنه قد تم تسديد جزء من هذا الدين القديم كالعادة مع مصلحة الضرائب فى طريقة الدفع كل مرة... والأكثر من هذا الدكتور السيد ابوالنجا  مدير جريدة المصرى  حاول ان يدفع الباقى ـ من هذا الدين ويدفع أيضاً ما سيتم المطالبة به بعد سنوات!!!! الأكثر من هذا رفضت إدارة الضرائب مجرد مقابلة الدكتور ابوالنجا أكثر من مرة... ثم رفعوا الدعوى ضد محمود ابوالفتح وحسين أبوالفتح وصدر الحكم بدفع.... المبلغ المطلوب وحبس حسين ابوالفتح عشر سنوات... مع ايقاف التنفيذ.... عشرات من كبار رجال ونساء مصر عرضوا رسمياً سداد المبلغ كاملاً فتم رفض جميع المبالغ المالية نفسها التى ارسلت لمصلحة الضرائب وردت لأصحابها  وكلها أسماء لها وزنها منها من هو يشغل مناصب كبرى فى دول عربية وأجنبية!!!!

«.....»

وبعد...

ا- لم يصدر أى حكم لمصادرة الدور الصحفية ومساكن أصحابها.

2ـ رفض تقاضى المبالغ المطلوبة

أى ظلم.

فى بداية العهد الجديد بقيادة الرئىس السيسى أرسلت بنفسى شكوى كما قيل لنا.... وبالفعل فى اليوم التالى صباحاً مبكراً اتصل بى تليفونياً يقول لى انه تلقى الشكوى ورد الحكومة أن العائلة أخذت تعويضاً قدره 6000 «ستة آلاف جنيه.... كل هذا ثمنه ستة آلاف جنيه!!!!... سألت عن اسمه لكى اتظلم من هذا المبلغ الغريب فقال لى اسمه احمد  وأنهى المكالمة فوراً.

فى هذه الأثناء  حاولت دار التحرير للطبع والنشر بيع  احدى الصحف بالمزاد العلنى.. المحامى الكبير محمد الملاح استصدر  حكم  محكمة عاجلة بعدم إكمال المزاد رغم بدايته!!

ثم تكررت العملية مرتين وصدر الحكم المستعجل مرة أخرى وثالثة.. العقارات ملك محمود ابوالفتح فوجئت فى الصحف ذات يوم ان وزارة الكهرباء فى حاجة عاجلة لاربعين مليارا لأن شهر رمضان بعد أيام.. ذهبت الى أحد معاونى الرئيس تربطنى به علاقة ما وتعهدت بأن نبيع المبانى مادامت لابد من أن يبيعها صاحبها وتأخذ الحكومة ما تريد زيادة على المطلوب للكهرباء ولكن تم رفض طلبى!!!

وهناك محاولات عديدة أخرى هناك من يعرقلها!!!.

طيب وبعدين...  انا الوريث الوحيد فاذا لم تتخذ الحكومة الفرص ستتحول هذه المبانى الى أوقاف خيرية!!! لا صاحب لها وتضيع!!!! ويضيع كل شىء.