رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أذكر أنه قبل أسابيع من نهاية مدته الرئاسية الثانية أدلى الرئيس الأمريكى الأسبق أوباما بحديث صحفى فى أمريكا ترجمته للعربية جريدة «الرأى» الكويتية وفيه سخرية لاذعة وهجوم شديد على السعودية إلى حد الإهانة. تصورت - أو ربما تمنيت - وقتها أن الشقيقة السعودية ستنبرى لأوباما وسيلقنه إعلامها درساً لا ينساه فإذا بالأمر يمر بهدوء وسلاسة، تبدت فقط فى مرارة كلمات وردت فى محاضرة للأمير تركى الفيصل، أظنها أنها لم تكن ترجو أن تقول شيئاً إلا جملتنا الشهيرة «مكنش العشم» يا أوباما!

لم تتعرض المملكة لنقد أوباما وحده، فهو ينظر إلى العرب كمجرد بدو وقبائل متخلفة، بعكس إيران التى ينظر إلى حضارتها نظرة التقدير والاعجاب! والحقيقة أنه رغم إعجاب الكثيرين بصمود إيران فى وجه الاستعمار الأمريكى -والغربى عموما- إلا أن تجربتنا مع الفرس وهم النسخة القديمة من إيران الحديثة، تنبئنا بأنهم قوم متعصبون جداً، وكان مدرس التاريخ الذى حاضرنى فى بداية سنوات دراستى بآداب عين شمس الدكتور فتحى أبو سيف، يفيض فى حديثه معنا عن الشعوبية الفارسية، وهذا التعصب المقيت لأنفسهم، والذى لايزال يدفعهم للتغلغل فى كل أرجاء الشرق العربى، لتحويله إلى مجرد مناطق نفوذ إيرانية. رأينا هذا فى العراق ورأيناه فى سوريا ولبنان ثم نراه الآن فى اليمن، توطئة للضغط على السعودية وحصارها.

دونالد ترامب ليس أفضل حالا من أوباما، فرغم الفارق بين الرئيس المثقف والرئيس المقاول، إلا أن ترامب حَوَّلَ الاحتقار لكل ما هو عربى إلى مقابل مالى، فهو كل يوم يصدر عنه تصريح يتعلق بحماية الخليج ولكن «عليهم أن يدفعوا الأموال» مئات المليارات من الدولارات دفعت لترامب لتقليص أعداد المتبطلين، وإيجاد فرص عمل للأمريكيين، ولكنها لم تملأ بطن ترامب ولم توقف إهاناته و«نَقْوَّرته».

- ما الجديد الآن؟ إنه كتاب أمريكى مستشار أوباما هذا«العالم كما هو»، والذى يكشف فيه مواقفه من عموم العرب، وانبهاره بحضارة الفرس (إيران) لدرجة انه عقد معهم صفقة الاتفاق النووى، التى مكنتهم من الحصول على عائدات بيع النفط فى حدود 400 مليار دولار،أتاحت لهم فرصة العبث فى الشرق كله.يقول بن رودس إن إيران استغلت الاتفاق النووى وخصصت 100 مليار دولار من عائداتها لكى تصنع لنفسها ذراعاً تستخدمها فى العراق وسوريا، ومن هنا كان تأسيس «داعش» وبمباركة أمريكية، لكى يخضع العراق كله لنفوذها،وبعدها تتوغل فى سوريا واليمن!.

بحسب كتاب «بن رودس» فإن أوباما لم يجد غضاضة فى صفقته مع ايران، التى بمقتضاها تؤجل انشطتها النووية ١٠سنوات، مقابل أن «يطلق يدها فى الشرق العربى كله»، ولأن إياد علاوى رئيس وزراء العراق لم يكن الألعوبة المناسبة فى أيديها،فإنها استبدلته بـ«المالكى» واستخدمته فى تحقيق ما تريد من تمزيق لأوصال هذا البلد. فقد كان يحج إلى «قم» باستمرار لأخذ التعليمات، وتأسست فى عهده إمارة داعش، وتركتهم الحكومة يعبثون فى شتى أنحاء العراق لا يوقفهم أحد، ويتمددون إلى سوريا (وأخيراً إلى مصر). والذى يذكر كيف تركت قيادات الدواعش تخرج من مناطق الحصار برعاية أمريكية وعدم تعرض ايران لهم يدرك بالطبع أبعاد الصفقة الإيرانية الأمريكية!

وبعد هذا يأتى لى أحدهم يسألنى: لماذا تعارض النفوذ الإيرانى فى المنطقة؟