رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من أشهر الشخصيات على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» ويتابعه 64 مليونًا و700 ألف فرد على صفحته من كل أنحاء العالم، يعنى أكبر من سكان دول كثيرة، وينافس بذلك أشهر الفنانات ولاعبى كرة القدم فى عدد المتابعين، وينشر أهم قراراته الرئاسية من على منصة صفحته قبل أن يذيعها المتحدث الرسمى للبيت الأبيض.. وهذا يوضح حجم الأهمية الكبيرة لهذه المنصات الاجتماعية الجديدة التى يبدو أن الرئيس ترامب استبدلها بالصحف الامريكية الشهيرة خصوصا أن الكثير منها معادية له منذ أن تولى المنصب!

وهناك شكوك بالتدخل الروسى إلكترونيا فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية لصالح ترامب ضد منافسته هيلارى كلينتون، وجرت تحقيقات أخرى حول شبهات فوز ترامب بمنصب الرئاسة اصلاً باستغلال بيانات 87 مليون مستخدم على «الفيس بوك».. وإذا كان لـ«السوشيال ميديا» هذا التأثير السياسى القوى فى انتخابات أكبر دولة فى العالم، والتى خرجت منها منصات الانترنت الاجتماعية، وتعتبر من أكثر الدول تقدماً فى مجال الالكترونيات والبرمجيات.. فماذا يكون تأثيرها فى دول العالم الثالث، التى مازالت مجرد مستخدم ومتفرج لهذه المنصات الالكترونية سريعة الانتشار نظراً لانتشار أجهزة الهواتف الذكية التى أصبحت فى أيادى جميع فئات شعوبها وطبقاتها..؟!

وأعتقد أن المسألة أكبر من الحكايات الرائجة شعبياً بما يسمى بحروب الجيل الرابع، فهذا تصور اخترعته الدول البعيدة عن العلم والتكنولوجيا والتى تتعامل مع كل شىء جديد بأنه مؤامرة ضدها، فهذا تبسيط مخل، وساذج، يعكس فشلا فى التعامل مع التقدم الهائل فى مجال التقنيات الالكترونية.. وما زلنا لا ندرك أن هذه الاختراعات الجديدة مثلها مثل اختراع الراديو ومن بعده التليفزيون وبعد ذلك البث الفضائى.. ثم الإنترنت، كلها إنجازات علمية متراكمة، تستفيد منها الدول المتقدمة فى السياسة والاقتصاد كأسلحة متطورة بينما نحن ما زلنا نستخدم السيوف فى مواجهة البنادق وعندما تتلقى رصاصاتها الموجعة، وتفشل فى الرد عليها تتهم الآخرين بالتآمر عليك!

ولن يكفينا الدعاء «يا خفيَّ الألطاف نَجِّنا مما نخاف» مثلما كان يفعل الشيوخ قديما عند انتشار الراديو، لمواجهة هذه الاختراعات الجديدة، ولابد أن نهيئ بيئة تعليمية مناسبة لاستيعاب التعامل مع هذه التقنيات المستجدة وأن نسترشد بالهند فى هذا المجال والتى تحولت خلال بضع سنوات إلى مستودع للمخترعين والعباقرة الصغار فى مجال الالكترونيات، ولابد أن ننتهى من مرحلة معهد اللاسلكى إلى معاهد البرمجيات المتقدمة.. وإلا سنكون مثل امرأة إيرانية اسمها «نسيم نجفى اغدم» شعرت بالهزيمة أمام شركة «اليوتيوب» بسبب منع نشر فيديوهات على قناتها الخاصة بعد أن رأت إدارة «اليوتيوب» أنها معادية وضد سياساتها.... ولعجز«نسيم» على الرد على الشركة أطلقت النار فى مقر الشركة بأمريكا على موظفي «اليوتيوب» وعلى نفسها!

[email protected]