رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سطور

 

 

 

( التعاونيات الأمريكية تخلق مليونى فرصة عمل كل عام ، كما وتسهم بما يقارب 652 مليار دولار فى المبيعات السنوية ، و تمتلك أصولا بقيمة 3 تريليونات دولار. ).

لقد جاءت تلك البيانات ضمن التقرير الصادر عن منظمة ( اى دبليو دى سى ) عام 2018م ، وقد أردت أن أستهل مقالى اليوم بتلك الحقائق والارقام التى رصدتها المنظمة فى تقريرها، كنوع من الرد على من لا يزالون ينظرون إلى الاقتصاد التعاونى على أنه شكل من أشكال الإقتصاد الاشتراكى أو ما شابهه من أنظمة ، ولكن ها هى أمريكا يا سادة - أكبر الاقتصاديات الرأسمالية فى العالم-  بشحمها ولحمها .

ولأن لغة الارقام قد يكون لها طابع ممل إلا أنها فى النهاية لها دلالتها الهامة ، لذا تعالوا بنا نسترشد فى الفقرة القادمة بالمزيد ... فمثلا يعتمد حوالى 50 الف أسرة أمريكية على مرافق الرعاية ( من حضانات ومدارس تمهيدية ) ، ويعيش ما يقرب من 1.2 مليون أسرة أمريكية أيضاً من جميع مستويات الدخل فى منازل تمتلكها وتديرها تعاونيات ، ويعتمد 42 مليون أمريكى على الكهرباء من 900 جمعية كهربائية ريفية فى 47 ولاية - وهو ما يغطى 75% من مساحة أمريكا ، ويمثل 42% من توزيع الكهرباء هناك - ، كما ويبلغ مثلا عدد اعضاء التعاونيات الزراعية ما يقرب من 2 مليون مزارع ، يسهمون فى توفير 250 ألف فرصة عمل بأجور سنوية تقدر ب 8 مليارات دولار.

وبالنظر إلى الأرقام والبيانات السابقة يتضح بما لا يدع الشك مدى أهمية النظام التعاونى كنموذج أو كشريك للقطاع الحكومى والخاص كما أشرت فى المقال السابق، هذا النظام الذى يقوم على مبدأ الشراكة ، وهو ما أقرته الأمم المتحدة ضمن صياغة أهدافها الطموحة لتحقيق التنمية المستدامة مثل القضاء على الجوع والفقر وتحقيق المساواة بين الجنسين والعدالة الاجتماعية و توفير فرص عمل ، وغيرها الكثير من قيم ومبادىء النظام التعاونى.

وفى كتاب ( التعاونيات العصرية ) - والذى كان سببا مباشرا فى شروعى فى كتابة تلك السلسلة الخاصة بالاقتصاد التعاونى كما ذكرت - لفت نظرى جزئية كان قد تحدث دكتور (حسن راتب) فيها بخصوص ربط السعادة بمدى كفاءة الاقتصاد التعاونى، حيث أشار إلى أنه هناك علاقة قوية ما بين ما جاء من بيانات فى تقرير السعادة الصادر عام 2018 م ، وتقرير الحلف التعاونى الصادر من نفس العام عن أفضل 300 مؤسسة تعاونية من إجمالى 2575 مؤسسة تعاونية منتشرة فى 30 دولة على مستوى العالم ، وتحقق عائدًا سنويًا مقداره 275 مليار دولار ، حيث احتلت المراكز العشرة الأولى به على الترتيب كل من : أمريكا ، اليابان ، كوريا ، ألمانيا ، الدنمارك ، فرنسا ، أسبانيا ، هولندا ، البرازيل ، سويسرا ، وهى الدول ذاتها التى تحتل الصدارة فى ترتيبها على مقياس السعادة الدولى والذى تحتل المراكز العشرة الاولى به كل من : فنلندا ، الدنمارك ، النرويج ، ايسلندا ، هولندا ، سويسرا ، السويد ، نيوزلندا ، كندا ، النمسا . وكلها دول تتبنى الاقتصاد التعاونى بكفاءة وفاعلية بحسب تعبير دكتور حسن فى كتابه القيم .

والحديث موصول ...