رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

رحم الله كل شهيد سالت دماؤه على أرض هذا الوطن.. كل شهيد كان بيننا وفجأة رحل.. كل شهيد تركنا في هذا العالم التعيس وذهب إلى مكان آخر أكثر هدوءاً وأكثر راحة.. إلى مكان لا يعرفه الا من ذهب إليه .. إلى دنيا الخلود.. لن أتحدث عن بطولة الشهيد مجند محمد أيمن ولا عن الشهيد مجند الشحات فتحي ولا عن الشهيد المستشار هشام بركات ولا عن الشهيد النقيب محمد أبو شقرة ولا عن الشهيد المقدم محمد مبروك ولا عن الشهيد المستشار عمر حماد ولا عن آلاف الآخرين من الشهداء، فقط سأتحدث عن "رجال" قررت أن تفدي بحياتها هذا الوطن.. عن شرفاء تُكتب أسماؤهم على صفحات من ذهب.. رحم الله شهداء هذا الوطن وأسكنهم فسيح جناته وحفظ الله لنا رجال شجعان تستبسل كل لحظة في الدفاع عن مواقعها لآخر أنفاسها.. رجال لا نعرف أسماؤها الا حين تتحول أفراحهم إلى جنازات!

نعلم جميعا انهم في مكان أفضل مما نحن فيه اليوم وندرك جميعاً إنها سنة الحياة وانه أجل مكتوب، ولكنك حين تسمع قصص بطولات هؤلاء تحُكى ثم تلتفت حولك لترى إناس تتقاتل على الدنيا وحطامها تتقاتل من أجل المال والسلطة من أجل مطامع ومصالح مشتركة من أجل كل شىء الا خدمة هذا الوطن الذى طالما أدعوا حبه! حينها فقط تبكي وتحزن وتُزهل من حكمة ربك في خلق البشر.. كيف يكون هناك من هو زاهد في الدنيا ينتظر اللحظات التي يختتم بها حياته فداءً لآخرين وفداءً لوطنه، ويكون هناك في ذات اللحظة من هم يتاجرون بدماءه ليدّعوا البطولات الزائفة مسترخين على المقاعد تتعالى أصواتهم الرنانة بالجهل والنفاق! يارب لماذا يرحل عنا شرفاء ويترعرع حولنا آفاقين ؟

حتى المقارنة بين هذا وذاك تجعلنا نخجل من أنفسنا، فلا تصح حتى المقارنة بين "النفاق" و"الوطنية"! كنا قد أعتدنا في سينما الأبيض والأسود أن قوى الخير ستنتصر لا محالة قبل أن نرى كلمة النهاية، ولكن الواقع دائماً ما يثبت لنا أن البقاء يكون للأقوى! وهؤلاء الشهداء الأبطال لم يطمحوا إلا في التفانى في أداء عملهم ولم ينتظروا إلا الثواب من خالقهم.. هؤلاء الشهداء جسدوا معاني كثيرة تصعب على رواد لغة المصالح أن يفهموها..

هناك من هم أخطر على هذا الوطن من القتله وسفكة الدماء.. أولئك الذين لا يتركوا فرصة الا وتاجروا بدماء طاهرة وتشدقوا ببطولات وإنجازات يدفع ثمنها غيرهم في كل لحظة.. وكله بأسم "الوطن وحب الوطن"! للأسف في أوطاننا يموت من لا يستحق الموت ليحيا من لا يستحق الحياة.. رحمة الله على شهداء هذا الوطن.

"ولاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170)" صدق الله العظيم.