عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

هل سمعت خوار الثور عند ذبحه.. وكيف يبدو متحشرجًا مستغيثًا ضعيفًا؟.. هل رأيت حركاته الأخيرة قبل الموت.. عندما ينتفض واقفًا والدماء تسيل من رقبته.. فيجرى ويرفس وينطح.. ويخيف الناس فيفرون منه ولا يحاول أحدهم نجدته.. لأنهم يعلمون أن أمر الموت قد نفذ ولا راض للقضاء.. وأن حقيقة ما يفعله الثور هى أنه ينتفض ليموت.. لا لينجو من الموت؟

هذا هو حال الإخوان الآن.. رأينا ثيرانهم بالأمس يهرولون فى الشوارع وهم يطلقون صيحات يائسة.. مستعطفين الناس أن ينزلوا من بيوتهم استجابة لدعواتهم التحريضية واستغلالهم الشيطانى لظرف استثنائى مفتعل لم يواجه للأسف بالجدية الكافية.. فكانوا يصيحون: «انزلوا يا مصريين.. لو مانزلتوش تبقوا بتسلمونا.. احنا مش خايفين.. لازم نرجع الثورة».. لكن المصريين لم ينزلوا.. وسلموهم.. لأنهم لا يستحقون إلا ذلك..!

•• ماذا حدث بالتحديد؟

سيناريو خبيث.. تم التخطيط له بليل فى عاصمتى الإرهاب.. الدوحة وأنقرة.. بدليل أن غربانهم كانت قبل أحداث «جمعة الثور الذبيح».. هكذا أسميها.. تنعق من خلال شبكات الخراب بأن «شيئًا ما» سيحدث فى المساء.

السيناريو كان هكذا: اصطياد هذا السفيه الشمام السكير العربيد الخائن.. واستخدامه فى صنع بالون كبير.. ينفخونه حتى يحدث دويًا هائلًا فى مجتمع الغوغاء والدهماء والسفهاء.. ربما يحقق أوهام «الثور» النجاة من الموت.

اختاروا التوقيت المناسب.. عقب مباراة الأهلى والزمالك التى لا بد أن يفوز أحدهما بها ويخرج جمهوره إلى الشوارع ليحتفل.. حشدوا عشرات من «ميليشياتهم» وخلاياهم النائمة.. وحركوهم إلى الميدان فى هيئة المحتفلين بالفوز فى مباراة الكرة.. وفجأة انقلبت الهتافات الكروية الى تحريضية ضد الدولة وقيادتها.. فتحوا كاميرات موبايلاتهم التى ضبطوها مسبقًا على ترددات قنوات الخيانة.. وبثوا لحظات الهتافات التى لم تدم كثيرًا.. لتتلقفها القنوات وتذيعها وتعيد وتزيد فيها مما أعدته من لقطات مفبركة وقديمة.. ثم سرعان ما هربوا وتلاشوا بمجرد ظهور قوات الأمن.

•• وبغبائهم المعتاد

كشف «إخوان الخيانة» أنفسهم بأنفسهم.. عندما بادر التنظيم الإرهابى بإصدار بيان أقل ما يوصف به هو أنه كاذب وغبى وعبيط.. حاولوا فيه العزف من جديد على أنغام «الوطنية» و«الاستنفار الشعبي» و«الاحتكام للجماهير» و«عودة الشعب كلاعب أساسى فى المعادلة».. وغير ذلك من النغمات التى انكشف كفرهم بها أساسًا فى العام الأسود الذى اختطفوا فيه الوطن.. وظنوا أنهم حققوا مبتغاهم وآل لهم كل الأمر.. فكشفوا عن وجههم القبيح.. وناصبوا الشعب العداء.. وكفروه وروعوه وأرهبوه وعاملوه باعتبارهم خلفاء الله فى أرضه وفرضوا عليه إما أن يدين لهم بالولاء والطاعة أو يباح لهم ماله وعرضه وأرضه.. فاكتشف الشعب حقيقتهم.. وخلعهم من مقاعدهم.. بالدم.. بعد أن توحد خلف قيادة الجيش.. وبمباركة وتأييد ومشاركة كل القوى الوطنية الممثلة لجميع الطوائف الشعبية.

•• وهل من جديد الآن؟

الإجابة: لا جديد.. فنحن جميعًا نعلم أن للإخوان ذيولًا ما زالت تعبث بجسد الوطن.. ونعلم كذلك أنهم كاذبون فى تحدثهم باسم الشعب وباسم الوطنية.. فهم لا معنى ولا اعتبار لديهم لقيمة «الوطنية» ولا يؤمنون أصلًا بمفهوم «الوطن» الذى قال عنه كبيرهم ومرشدهم الأسبق: «طظ فى مصر».. إنما يتمحكوم فى الوطنية ويعملون بمبدأ «التقية» الذى يبيحون به لأنفسهم الكذب والخداع والانتهازية للوصول إلى غاياتهم.

تمامًا مثلما فعلوا من قبل.. عندما ركبوا الموجات الثورية واستغلوا أحلام الديمقراطية والحرية الوردية لدى الشباب الغض البرىء.. ونجحوا فى اختطاف الوطن عامًا كاملًا.. أذاقوا فيه الشعب كئوس الذل والدمار والخراب.. وورطوه فى حالة من الاستقطاب والتشرذم والتمزق الاجتماعى والسياسى.. والتناحر الطائفى بصورة لم تشهدها مصر من قبل.. ثم أظهروا الوجه الحقيقى القبيح لطبيعتهم الإرهابية.. وحملوا السلاح فى مواجهة مؤسسات الدولة.. وهددوا بنسف وتفجير الوطن إذا لم يعودوا للحكم.

•• اليوم يعودون

ويكررون حديثهم الممجوج والمبتذل.. حول الشرعية الشعبية واستعادة الثورة والمسار الديمقراطى.. و«دعم اختيارات الشعب وتوجهاته».. تمامًا مثلما كانوا يتحدثون من قبل عن أن هناك «صراعًا» بينهم وبين الدولة.. وما هذا إلا قول باطل.. أرادوا به باطلًا أيضًا.. فالدولة لا تتصارع مع تنظيم إرهابى.. ولا تعتبر نفسها فى صراع معهم.. ولا ينبغى أن تكون كذلك.. بل هى تتعامل معهم كفئة ضالة مارقة خارجة على القانون.. تواجه جرائمهم الإرهابية ولها أن تستخدم فى ذلك كل ما لديها من وسائل أمنية وقانونية.. وإذا كانوا هم يضعون أنفسهم فى خانة الصراع مع الدولة.. الأرض والشعب ونظام الحكم.. فقد حكموا على أنفسهم بالخيانة.. واستحقوا الموت الذى هو جزاء الخائن.

•• إن أمر هذا التنظيم الإرهابى منتهى تمامًا.. وأحكام القضاء النهائية التى صدرت ضد قياداتهم.. بما فيها أحكام الإعدام سيتم تنفيذها.. لأن هذا هو حق الوطن وحق شهدائه.. أما ذلك الظرف المصطنع الذى حاول الخونة استغلاله بالأمس فلا بد من محاسبة كل من أسهم فى صناعته أو فشل فى إدارة مواجهته سياسيًا وأمنيًا وإعلاميًا وعلى كل المستويات.. لأن هذا أيضًا من حق الوطن.. ومن حق الشعب الذى روعه وأزعجه ما حدث.