رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أجدنى مضطرًا للكتابة مرة ثانية عن تونس الخضراء.. فقد توفى يوم الخميس الرئيس زين العابدين بن على بعد صراع مع المرض،

ففى شهرين توفى رئيسان، وفى الوقت الذى تجرى فيه انتخابات يتنافس فى مرحله الإعادة اثنان قلبا موازينها، الأول أستاذ جامعى وخبير فى القانون الدستورى، والثانى رجل أعمال قوى محبوس بتهم إصدار شيكات بدون رصيد وله رصيد كبير فى الأعمال الخيرية من خلال جمعيته الأهلية التى نافست بقوة أنشطة حزب النهضة الإخواني.

تونس شهدت فى مطلع عهد بن على نهضة اقتصادية واجتماعية واستعان بالشباب فى كل مناحى الحياة، وكان التونسيون متفائلين بالمستقبل وزرت تونس عشرات المرات فى مطلع التسعينيات وكنت كل مرة أجد الجديد على مستوى البنيه التحتيه.. وكانت مشكلة بن على هو ملف الحريات فقد كان ديكتاتورًا بامتياز كل شيء تحت المراقبه وكانت غرفنا فى الفنادق تفتش على مدار الساعة وكانت الصحافة مقيدة ومحتكرة من قبل الدوله وكان الحزب الحاكم هو المسيطرعلى كل شيء وحصل الخلط بينهما بصورة لا يمكن التفرقه بينهما.. ودائمًا مع انعدام الحريات وخاصة حرية الصحافة والإعلام ينتشر الفساد وتنتشر الشائعات لذا كبر الفساد فى تونس بصورة كبيرة وأصبح غولًا قضى على كل إنجازات الرجل الاقتصادية والمعمارية وتحولت التنمية إلى أرقام غير حقيقة تقدم له، خاصة أن أسرة زوجته وقيادات حزبه نجحت فى عزله عن الناس ولا يرى إلا ما يقدم له من معلومات ولا يسمع إلا هم حتى أنهم نجحوا فى إيجاد إعلام عربى ودولى موالٍ لهم يطلعونه على مقالات الإشادة التى تكتب فى صحف العالم رغم أنها مقالات مدفوعة الأجر

حتى مع ثورة الياسمين خدعته نفس المجموعة الفاسدة وأقنعته بالهرب حتى تنجو هى بنفسها وهو ما تحقق لها وذهب هو إلى منفاه الاختيارى ليموت فيه والشلة تعيش الآن فى رغد مما جنته من مرحلته.. فالفساد أعمى بن على عن ما يجرى حوله وحوله إلى وحش كاسر فى عقول التونسيين وأصبح الخوف من الحديث همسًا مجرمًا وتحول من يعبر عن رأيه بصراحة إلى عدو ويلاحق قضائيًا فى كل مكان فى العالم وليس فى تونس فقط.

 تونس ودعت رئيسين فى شهرين تقريبًا رجل عزله الفاسدون والمنافقون عن الشعب فتحول إلى ديكتاتور وهو بن على، ورجل حاول إنقاذ بلاده فى أصعب وقت فى تاريخها واستغل كل خبراته السياسية لتحقيق هذا الهدف، رجل مستنير ويؤمن بأن التنمية بلا حرية لا قيمة لها وأن الفساد يترعرع فى الظلام وفى غياب حرية الرأى والتعبير وفى ظل احتكار المعلومات والسيطرة على كل شيء فى البلاد لذا خطت تونس فى عهده خطوات كبيرة وقوية فى التنمية وأنقذ بلاده من الإفلاس وهو قائد السبسي.

 ونحن ننظر إلى جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية التى وجه فيها الشعب التونسى رسالة قوية لكل القوى التى أرادت العبث بمقدارته فقد وجه الشعب التونسى صفعة لكل يد خارجية حاولت أن تجد لنفسها مكانة على أرضها بتمويل حملات وأحزاب سياسية فقد صعد إلى القمة اثنان لم يكونا فى يوم من الأيام محط أنظار الإعلام إلا بعد دخول قيس بن سعد الإعادة وحبس نبيل القروى بعد أن فشلت السلطات فى إبعاده عن الانتخابات بالقانون

فتونس بين رئيسن راحلين وبين مرشحين للفوز بالمقعد الكبير فى هذا البلد الذى أعطي العالم ومازال يعطى دروسًا يجب علينا جمعيًا أن نتعلمها.