رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

لا شك أن الدراما على الأقل فى منطقتنا فن يتعامل مع الواقع بموضوعية، حيث تصور مجتمعًا من الشخصيات تتلاقى وتتجاذب وتتنافر وتتفاعل فى بيئة اجتماعية يتحكم فيها العقل والإدراك الجمعى العام..

لقد أصبح المتفاعل مع الدراما التليفزيونية بكل نوعياتها واقعًا تحت تأثير رسائل تشغله فى جانب هام من حياته، بل وتساهم بقدر مؤثر فى شكل ونوعية خبراته اليومية، وعليه فهى تمثل خطابا متجددا بتدفق، وكنا نأمله بشكل سابق الإعداد والتوفيق للإفادة من بثه فى تنمية الوعى العام لدى الجماهير..

لقد بات المتلقى لا يستمد هويته من تجربته الإنسانية والاجتماعية التى يعيشها على أرض الواقع بقدر ما يستمدها من تفاعله مع الدراما التليفزيونية، بما يشكل رسالة إعلامية خطيرة يجب الالتفات إليها.

يقول «جون آليز» إن هناك هدفًا مستترًا يدعو إليه التليفزيون هو حتمية وجود جماعات تشترك فى طابع واحد من القيم، وهى منظمة فى مجموعات متشابهة ذات اتجاه واحد، والدراما التليفزيونية ميكانيزم فعال وأحداثها أكثر تأثيرًا من أحداث السينما، لأنها جديدة ومتجددة كل يوم مما يخلق تواترًا يحدث تأثيرًا أقوى على عكس الدراما السينمائية التى تنتهى أحداثها فى يوم واحد.

أرى أن قضية ازدهار وعودة الدراما المصرية إلى سابق عهدها أمر مرتبط بالعملية الإنتاجية لأن الإبداع فى الدراما غير إبداع الشعر أو القصة والفنون التشكيلية، الإبداع فى الدراما فن وصناعة، ودون توفر آليات صناعة هذا الفن بشكل جيد وعملى لن يخرج فن مقبول، قد يكون هناك سيناريو أو قصة جيدة لكن لا يوجد منتج يحترم ويقدر أهمية ذلك السيناريو لا تصبح له قيمة.

لقد دخل بشكل انتهازى على مهنة انتاج الدراما أناس يهدفون فقط إلى تحقيق الربح التجارى الفاحش، وبالتالى هو يبحث خاصة فى السينما عن فئة معينة من الصبية ولا أقول الجماهير لهم متطلبات خاصة تافهة، وهنا الوصفة جاهزة والصنايعية موجودون، وسلم لى على الموضوعية والرسالة الإبداعية الجديدة !!!

عندما تصل تكلفة مسلسل لـ 150 مليون جنيه، أعتقد أن الأمر مبالغ فيه، وأيضا عندما تكون هناك مضاربة فى أسعار النجوم واحتكار فى الإنتاج، هكذا لم يعد الأمر عملا تجاريا بل عمل تآمري، وجزء من حروب الجيل الرابع هى غزو عقول المتفرجين.

ويؤكد المخرج الكبير محمد فاضل أن انحراف مجمل الأعمال الدرامية عن الأهداف الفنية والإنسانية والوطنية انحراف متعمد مقصود به أولا هدم دولة القانون، حيث كل بطل يمكنه الحصول على حقه بيديه، ثانيا هدم الأسرة، حيث أصبحت الأم للسخرية والشتم والسب بأقذع السباب تقريبا فى معظم المسلسلات، وثالثا استخدام الألفاظ السوقية والتصرفات السوقية، كل ذلك يستهدف هدم كيان المجتمع، لأن الدراما التليفزيونية هى الوجبة الرئيسية اليومية للمواطن المصرى بعد ارتفاع تذاكر السينما وبعد إلغاء سينما الحى حيث أصبحت دور العرض السينمائية فى المولات، أما دور العرض فى وسط المدينة، فالوصول لها أصبح صعبا نتيجة ازدحام المرور وارتفاع أسعار التذاكر، لذا فالمواطن المصرى وأسرته فى بيته يتلقى هذه القنابل المسمومة من الإنتاج الدرامى بالتحديد.

[email protected]