رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مشاوير

  بعيداً عن أعين الناظرين تفتق ذهن الدكتور علاء الاسواني علي فكرة الهجرة الي الولايات المتحدة الامريكية.. الأسواني هارب محتمل لايريد أن يكون (سيزيف)، الذي حكمت عليه آلهة الإغريق بحمل الصخرة - طوال حياته- الي أعلي الجبل وعندما تقع  يحملها مرة اخري..  يري نفسه (سبارتكوس)  محرر العبيد في أوروبا.. .. ولكن بدون دفع ثمن الزعامة..يناضل من استديوهات الفضائيات وعبر تويتر ...الاديب العالمي الذي شارك بقوة في ثورتي ٢٥ يناير و٣٠ يونية إصابة الزهق ويطلب الهجرة الي الولايات المتحدة الامريكية -هجرة غير شرعية - لا تجلب سوي العار..لن تشفع له اختام السفارة .. ولا حتي توصيات السفير.. اهلك ياتهلك.. لن تعود ..استقم وراجع نفسك.

لست ممن يكيلون الاتهامات لرموز يناير ليل نهار..لا أطعن في وطنيتهم.. لا استهدف علاء  الأسواني.. ولا أري منطقاً في اتهام الناس بلا دليل.. ما يحركني الآن  فى هذه الزاوية هو تلك (الغصة ) والألم القديم من يناير - النخبة وليس الثورة - مايهمني هو الأسلوب الذي دأب الأسواني ومن قبله البرادعي ووائل غنيم علي استخدامه... أسلوب ابتزاز الناس باسم الثورة والهروب في أوقات الشدة لأسباب وهمية ليس لها ظل في الواقع.. الأسواني قرر الهجرة من مصر ليس لأن النظام يضطهده أو يسجنه.. أو حتي يلوث سمعته.

المناضل هيسيب مصر علشان محاصر اعلاميا - مقاله في جريدة الشروق تم منعه - والفضائيات لم تعد تستضيفه. هذا بحسب روايته. ولو سلمنا بأن النظام هو من يقف خلف مايسميه صاحبنا الحصار الاعلامي.. هل يستحق  الأمر الهروب والهجرة ..اذا كان الشعب المصري يعيش تحت وطأة الديكتاتورية كما يقول الا يستحق ذلك ان تبقي بين المصريين والكفاح لاستعادة الديمقراطية!

ديمقراطية الاسواني ورفاقه التي يلطمون من اجلها الخدود..ديمقراطية عمياء لاتحسب العواقب..جعلوها بقرة مقدسة يعبدونها.. وأسقطوا من ذاكرتهم انها جاءت بأكثر التيارات فاشية ورجعية بعد ٢٥ يناير ماذا يريد الأسواني ورفاقه... الشعب اعطاهم مصر علي المفتاح فماذا حدث تركوها بمنتهي ( الخيابة) للإخوان. . تحولوا الي ضيوف علي الميدان .. وكان طبيعيا ان يلتهم الاخوان مصر في اي انتخابات، هؤلاء ليسوا اكثر من نخب (طرية)  اخطر علي انفسهم وعلي مصر من الإخوان لأنهم يحاولون تكرار  السيناريو المؤلم..يدعون لثورة وعندما ينضم الشعب يتركونه لقمة سائغة  لتجار الدين ..ما لايدركه اصحاب الأسواني أنه  لولا ٣٠ يونية التي انقلبوا عليها لكان مصيرهم تلويث السمعة وبعضهم كان سيجبر علي الخروج من مصر ..وقتها لن يكونوا ممنوعين من الاعلام فقط..وانما  سيمنعون حتي من التنفس بحرية المصريين مع  الديمقراطية.. لكنهم يضعون انفسهم مكان السيسي .. وفي خلفية تفكيرهم كل ماقاسوه من بعد يناير ..يقارنون بين الفوضى والاستقرار.. بين الضعف الكامل والقدرة المتصاعدة  من بعد ٣٠ يونية..

أدعو الدكتور علاء الأسواني ان يضع نفسه مكان السيسي..يفكر ولو لمرة واحدة مثل هؤلاء اللاهثين خلف أرزاقهم.. أو حتي مثل الطبقتين المتوسطة والراقية  من المصريين.. ماذا تفعل لو كنت مكان رئيس مثل السيسي؟ تعيد مصر الي الفوضى العارمة مثل التي شاهدتها علي مدار السنوات السابقة ؟.ام انك تترك اصدقاءك ثوار تويتر والفيس بوك ينقلون افكارهم الفارغة من العالم الافتراضي الي شاشات الفضائيات..تتركهم ينفخون ويواصلون النفخ فينخدع بعض الشباب ويواجهون الشرطة والجيش وتعود المواجهات والدماء..العيب الكبير لنشطاء يناير انهم لايرون الا افكارهم رغم انها اختبرت علي مدار السنوات الماضية وأثبتت فشلها.

الشعب يريد مصر بلا تمييز لشرطة أو جيش أو قضاء.. وبالتأكيد ليس راضيا عن وصول أعضاء الوطني السابقين والفاسدين الجدد للبرلمان..الشعب في مرحلة فرز طويلة لا يؤيد السيسي بلا تفكير.. ولم يعطه شيكا علي بياض مفتوح المدة..الشعب يحاسب السيسي..ويزن أفعاله.. يقيمه ويحاسبه تلميحا احيانا وتصريحا احيانا أخري..ولكن الفرق بيننا وبين الأسواني ومن معه اننا نلتمس للرجل العذر ونقيمه في سياق شامل ..ننظر للتحديات التي يواجهها ونقدر فيه حفاظه علي الوطن وسط كل هذه الأنواء..ببساطة الشعب بحكمته يعرف ان الأمور ليست علي مايرام ولكنه ينتظر ويتمسك بالأمل حتي تمر العاصفة وبعدها سيقول للرئيس اذا لم يحقق مايريد.. قف نحن لانريدك  غالبية المصريين بلا مبالغة تريد اصلاحا مدروسا لاتحب ان تجرب قفزة جديدة الي المجهول..المصريون اختاروا البقاء وانت يادكتور علاء اخترت الهروب وهذا شأنك.