رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لله والوطن

 

 

 

بصرف النظر عن هزلية وعبثية مشهد هؤلاء الأنطاع واللصوص والداعرين والأفاقين الذين يطلون على الناس من داخل حجراتهم المغلقة.. ويدعونهم الى «ثورة ثالثة».. رغم أن الإخوان أنفسهم ـ عندما كانوا أكثر تنظيما وتوغلا فى جسد المجتمع ـ فشلوا كثيرا فى ذلك.. حتى تحولت مليونياتهم الوهمية الى نكتة متكررة ومبعث سخرية لدى الجميع.. إلا أننا نلاحظ أن البعض ممن نعتبرهم «دراويش العمل الثوري» و«حنجورية مظاهرات الشوارع» مازالوا غارقين فى أحلام «الثورة الثالثة» التى تداعب خيالاتهم المريضة فى النوم واليقظة .. ويتوهمون بسذاجتهم المفرطة أنهم قادرون على إشعال فتيل هذه الثورة بعزفهم النشاز من خلال مواقع التواصل الاجتماعى على نغمة «فساد الإدارة» الذى يتوهمونه أو إخفاق الدولة فى تحقيق الإصلاحات المأمولة.

•• العجيب

أن هؤلاء البلهاء مازالوا يتحركون بأساليبهم التقليدية البالية لتحريك الجماهير وتفجير شرارة الثورة المزعومة.. ظنًا منهم أن هذه «الحركات» هى التى فجرت ثورة 25 يناير .. التى لم يكتب لها النجاح - من وجهة نظرنا - إلا بتبنى المؤسسة العسكرية لها .. لأسباب يطول شرحها وسوف تتكشف جميع حقائقها فى الوقت المناسب.

ما يحدث هو حلقة جديدة من حلقات المساعى البائسة لقطيع الحالمين بالثورة الثالثة .. من أجل استغلال الأحوال الاقتصادية والمعيشية الصعبة فى ظل إجراءات الإصلاح الجارية .. لدق الأسافين بين الدولة والشعب.

وقد نتفق على أن السياسات والاجراءات الاقتصادية الاصلاحية.. أدت الى زيادة فاتورة تحمل قطاعات كبيرة من الشعب للتبعات.. وتحديدا فيما يتعلق بزيادة أعباء المعيشة وارتفاع أسعار السلع والخدمات.. وهذا يمثل عامل ضغط وتحفيز هائلا على «الرفض العنيف» لهذه السياسات.. وخاصة لدى «الطبقة المتوسطة» التى تعد الشريحة الأكبر.. والأهم.. من المجتمع.. والتى هى  وقود الثورتين السابقتين.. وهى أيضا الأكثر تضررا من الاجراءات الاصلاحية.. فهى إجراءات تراعى عدم المساس بمصالح الفقراء.. ولا تحرص بنفس القدر على حماية الطبقة المتوسطة.. التى أصابها المزيد من التآكل.. والاندثار.. والذوبان فى الطبقة الأدنى فقرا.

•• لكن

بالرغم من مرارة الإحساس المتزايد لدى الكثيرين ببطء تحقيق الآمال.. نرى أنه لا يمكن القول إن هناك مزاجا شعبيا.. يحبذ أو يدفع فى اتجاه انتفاضة أو ثورة شعبية جديدة.

فمازال الشعب مستعدا لمنح الدولة.. والرئيس.. مزيدا من الثقة والوقت.. لتحقيق ما يتطلع اليه من طموحات.. والقطاعات الأكبر من الجماهير لديها مخاوف حقيقية.. ومبررة.. من تكرار ما حدث فى يناير 2011 من انتشار للبلطجة والتخريب والسرقة والفراغ الأمنى والانهيار الاجتماعى.. فأى خروج جديد إلى الشارع يعنى المزيد من تدهور الأوضاع المعيشية والأمنية.

والمهم أيضا هو إدراك الشعب أن ثورة يناير - مثلما قلنا من قبل - لم تنجح فى تحقيق أول أهدافها.. وهو الإطاحة بنظام «مبارك».. إلا بتأييد الجيش لها.. ووقوفه بدباباته ومدرعاته ومجنزراته وسط الجماهير.. وحمايته بطائراته لسماء الثوار.. وكذلك لم يأت الخلاص من كابوس الحكم الاخوانى إلا بفرض الجيش لإرادة ورغبة الشعب.. فى ثورة 30 يونية التى توحدت كل القوى السياسية والشعبية خلف هدفها الأساسى وهو تحرير الوطن من قبضة تنظيم الاخوان الفاشستى الإرهابي.

•• ولذلك

نرى أن محاولات دعاة الفوضى النفخ فى كير الثورة من جديد سيكون مصيرها الفشل .. كغيرها من الحركات السابقة .. ولن يجنى هؤلاء الا المزيد من اليأس وخيبة الأمل والهزيمة والإحباط.. فهذه الثورة التى يدعون لها ما هى إلا أوهام.. لا وجود لها إلا فى خيالاتهم وهلاوسهم وتهيؤاتهم.. وما هى إلا تعبير واضح عن شعور لديهم بأنهم صاروا منبوذين.. مهمشين.. بعد أن انفضح ضعفهم وانكشفت أطماعهم.. وانفض الشعب من حول شعاراتهم البراقة الكاذبة.. مفضلًا أن يعيش الواقع.. ويواجه مشاكله.. بنفس راضية.. واعية بضرورة أن يتحمل الجميع مسئوليته.. ويشارك فى فاتورة التنمية والإصلاح.

•• ببساطة: شعب مصر استوعب الدرس.. ولن يلدغ من «جحر الربيع العربي» المزعوم مرتين.. يعنى «العبوا غيرها يا معاتيه العمل الثوري».