عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

لا والله ياريس الـ100 مليون مصرى وأكثر عارفين سيادتك عملت إيه يوم 3-7-2013 وحافظين لك وللقوات المسلحة الجميل، ولك كل الشكر وكل الثقة والتقدير للقوات المصرية المسلحة المخلصة والأمينة على هذا الوطن.

المصريون ياريس كانوا فى الشوارع ينادون على قواتهم المسلحة، وينتظرون بيانها لإنقاذهم من حكم المرشد.. كانوا يعلمون أن «مرسى» يدير البلد من مكتب الإرشاد، ويأخذ التعليمات من بديع، كان يدير عشيرة وقبيلة وليس دولة، اكتشف المصريون ياريس أنهم غرباء فى بلدهم وأن مصر تتسرب وفى طريقها الى التحول لإمارة دينية، المصريون ياريس هتفوا ساعتها فى الشوارع: يسقط.. يسقط حكم المرشد.

فى ذلك الحين كان الاجتماع الذى دعت إليه القوات المسلحة بقيادتكم قد انعقد بعد رفض مرسى فى الليلة السابقة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وجاء خطابه مخيباً لآمال المصريين، وتمسك بعشيرته وقبيلته.. وبدأ اجتماع القوات المسلحة، واستمر قرابة الثلاث ساعات بكلمة من سيادتك قلت فيها «بسم الله الرحمن الرحيم.. شعب مصر العظيم، إن القوات المسلحة لم يكن فى مقدورها أن تصم آذانها أو تغض بصرها عن  حركة ونداء الشعب التى استدعت دورها الوطنى، وليس دورها السياسى على أن القوات المسلحة  كانت هى بنفسها أول من أعلن ولا تزال وسوف تظل بعيدة عن العمل السياسى، ولقد استشعرت القوات المسلحة ـ انطلاقاً من رؤيتها الثاقبة ـ أن الشعب الذى يدعوها لنصرته لا يدعوها لسلطة أو حكم وإنما يدعوها للخدمة العامة والحماية الضرورية لمطالب ثورته.. وتلك هى الرسالة التى تلقتها القوات المسلحة من كل حواضر مصر ومدنها وقراها وقد استوعبت بدورها هذه الدعوة وفهمت مقصدها وقدرت ضرورتها واقتربت من المشهد السياسى آملة وراغبة وملتزمة بكل حدود الواجب والمسئولية والأمانة.

وقلت يا سيادة الرئيس فيما قلت إن الأمل كان معقوداً على وفاق وطنى، يضع خارطة مستقبل، ويوفر أسباب الثقة والطمأنينة والاستقرار لهذا الشعب بما يحقق طموحه ورجاءه، إلا أن خطاب السيد الرئيس وتقصد «مرسى» جاء بما لا يلبى ويتوافق مع مطالب جموع الشعب.. الأمر الذى استوجب من القوات المسلحة استناداً على مسئوليتها الوطنية والتاريخية التشاور مع بعض رموز القوى الوطنية والسياسية والشباب ودون استبعاد أو إقصاء لأحد.. حيث اتفق المجتمعون على خارطة مستقبل تتضمن خطوات أولية تحقق بناء مجتمع مصرى قوى ومتماسك لا يقصى أحداً من أبنائه وتياراته وينهى حالة الصراع والانقسام.

لقد لخصت يا سيادة الرئيس خارطة المستقبل فى تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت، ويؤدى رئيس المحكمة الدستورية العليا اليمين أمام الجمعية العامة للمحكمة، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد خلال المرحلة الانتقالية لحين انتخاب رئيس جديد.

بعد هذا الخطاب احتفل المصريون فى كافة الميادين ببيان القوات المسلحة، وعمت الأفراح الشوارع بعد سقوط حكم الإخوان، وبدأت مرحلة جديدة أنهت كل مساعى هذه الجماعة للسيطرة على مفاصل الدولة.

يعلم المصريون يا سيادة الرئيس أنك غير طامع فى السلطة ولكنك لبيت استدعاء الشعب لقواته المسلحة مرة لتخليصه من حكم جماعة فاشية فاشلة، ومرة بتولى الحكم حيث صدر أمر تكليف لك من الشعب بأن تقود سفينة الوطن فى هذه الظروف السيئة، واستأذنت القوات المسلحة فأذنت لك، بقيادة سفينة الوطن، ويعلم الشعب أن ثورته على الإخوان لو فشلت لا قدر الله لكانت رقبتك كوزير للدفاع أولى الرقاب الطائرة، ولكنك بشجاعة لبيت طلب الشعب بتخليصه من حكم فاشل، ولبيت طلبه بأن يقود السفينة فى ظروف حالكة السواد.

وراهنت ياسيادة الرئيس على الشعب المصرى بأنه يقف الى جوارك وكسبت الرهان، ونجح الاصلاح الاقتصادى ونجحت مصر، ونجحت كل المشروعات التى خططت لها، حالياً نجنى ثمار الاستقرار، ولا ينسى لك الشعب هذا الجميل لأن عصابة الإخوان كانت تسعى الى تدمير الوطن وتشريد شعبه، ورفعت شعار: نقتلكم أو نحكمكم، وقدرت هذه الجماعة لحكمها لمصر «50 عاماً».

سيظل الشعب المصرى وفياً لك وللقوات المسلحة، ولن يلتفت الى الشائعات التى تحاول الوقيعة بينك وبين الشعب والقوات المسلحة، الشعب واعٍ لما يدور من هذ ه الجماعة  وما تخطط له فى الخارج بتعليمات من دول معروفة، ولن يسمح الشعب المصرى باختراق هذه العصابة، ولن يمكنها من مبتغاها، وسيظل وفياً لقواته المسلحة التى تضع أرواحها على أكفها فداء للوطن والشعب.