استكمالاً لحديثى فى مقالى السابق عن تطبيق «العوربة» فى الواقع التربوى لتسبق العولمة بمعنى أن الأنظمة العربية تتحد فى بروتوكول واحد بهدف تخريج وصناعة أجيال عربية تواجه وتجابه الإرهاب بمختلف صوره، سواء إرهابًا فكريًا أو معنويًا أو دينيًا أو عقائديًا ولتصبح العوربة مطلبًا لتوحيد الجهود والتصورات والتخطيط والتدبير لربط الوطن العربي تمهيدًا للاندماج الإيجابي في العالم المحيط.
ومن هذه المقدمة أنتقل إلى نموذج تربوى تطبيقى معاصر كنوع من أنواع العوربة حدث بين «الكويت والأردن» فى إطار ضرورة تطوير وتوثيق علاقات التعاون المثمر في مجال التعاون التربوي والتعليمي بينهما، وقد تم الاتفاق بين الحكومتين فى شهر أغسطس 2019 على بعض المواد تمت صياغتها فى مذكرة تفاهم ملخصها: أن يعمل الطرفان على توفير التطوير والدعم والتعاون المتبادل في المجالات التربوية والتعليمية والفنية والإبداع فيما بين المؤسسات التعليمية والتربوية الخاصة بالبلدين بناءً على مبدأ السيادة والاستقلالية والمساواة وتبادل المصالح المشتركة، وأن يتعاون الطرفان في تبادل الخبرات والمهارات في قطاع تكنولوجيا المعلومات وحوسبة المناهج وإنتاج البرمجيات الحاسوبية وتجارب التعليم الإلكتروني في التعليم العام في كلا البلدين وتبادل البحوث والمشاريع الجديدة في المجال التكنولوجي ذي الصلة بالتعليم.
كما شمل الإتفاق أيضاً أن يتعاون الطرفان في تبادل المعلومات والخبرات بمجال الامتحانات العامة وحول نظم معادلة وتصديق الشهادات في البلدين وذلك للتعاون في وضع نظام مشترك ومتفق عليه في أسس وتقييم معادلة الشهادات في البلدين، وأن يحدث تبادل للخبرات والخطط الدراسية بين الطرفين وتطبيق نظام التقويم التربوي في التعليم العام والخاص في كلا البلدين وعلى ما يستجد في نظم تحسين الأداء المدرسي ومعايير الجودة وبرامج إعداد وتدريب المعلم .
وأيضاً اتققت حكومتى الكويت والأردن على تبادل الدراسات والبحوث الحديثة في مجال البحث التربوي والجديد في المناهج وطرق التدريس وآليات تنفيذ وتطوير المناهج ومواكبتها للتغييرات العالمية الجودة وتبادل الوثائق والمطبوعات والدوريات التربوية الصادرة حديثًا في البلدين
وأن يتبادل الطرفان الخبرات والمعلومات والبرامج المعتمدة في مجال تعليم رياض الأطفال وتعليم الكبار واكتشاف ورعاية الطلبة الموهوبين والمتفوقين، وعلى الجانب الآخر اتفقا على دراسة إمكانية زيادة أعداد المعلمين الأردنيين بالعمل لدى الكويت عن طريق التعاقد أو الإعارة وفقًا لاحتياجات الجانب الكويتى.
وشملت أيضًا مذكرة التفاهم بين البلدين التعاون وتبادل الخبرات والمعلومات حول الأنظمة التعليمية في مجال التربية الخاصة وتعليم فئات ذوي الاحتياجات الخاصة وحالات صعوبة التعلم وتكنولوجيا المعلومات، كما تم الاتفاق على إنشاء لجنة مشتركة تجتمع مرة كل عام بالتناوب في أحد البلدين بوضع برامج التعاون العلمي المشترك واقتراح البرامج والمشروعات والأنشطة العلمية المتعلقة بالفئات ذوي الاحتياجات الخاصة والإشراف على سير العمل ورفع التقارير والتوصيات للجهات المختصة، وأيضًا دعم مشاركة الوفود الطلابية في المسابقات والبرامج والمعسكرات الكشفية التي ينظمها الطرفان، كما يتبادل الطرفان الخبرات في مجالات التخطيط الإستراتيجي، والمثير للاحترام والتقدير تضمنت الاتفاقية أن أى خلاف قد ينشأ فيما يتعلق بتفسير أو تنفيذ هذه الاتفاقية تتم تسويته عبر القنوات الدبلوماسية ومن خلال المشاورات والمفاوضات، وأخيرًا وبناءً على ما سبق أرى ضرورة ظهور تكتلات عربية تجمع بين الدول العربية بهدف بلورة مشروع حضارى تربوى عربى يأخذ العرب من خلاله دورًا فى إطار العولمة التى تؤدى إلى بروز نظام عالمى جديد، وهذا من وجهة نظرى هو الرهان الأكبر الذي يتطلب التفاف الجميع عليه من باحثين وخبراء وأكاديميين ومؤسسات بوعي جديد ورؤية تربوية جديدة.