عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رؤى

ترحمت بالأمس على أنيس عبيد خلال متابعتى لفيلم أجنبى بقناة فضائية مصرية، فقد كانت الترجمة سيئة جدا، حرفية، واغلب الكلمات بالعامية، وبسبب بشاعتها حولت القناة وتذكرت انيس عبيد بكل الخير.

أبناء جيلى يتذكرون جيدا اسم انيس عبيد، هو رائد الترجمة السينمائية، جميع الأفلام الأجنبية التى كنا نشاهدها فى السينما فى الستينات والسبعينات والثمانينات كانت من ترجمة شركته: معامل انيس عبيد.

اذكر فى الثمانينات، وربما فى السبعينات، كتب الراحل انيس منصور فى عموده بجريدة الأهرام عن ضعف مستوى خريجى أقسام اللغات، وفى اليوم التالى: نشر ردا من انيس عبيد، أوضح فى رده المعاناة التى يواجهها فى تدريب الشباب على الترجمة، وأرجع هذه العيوب إلى الترجمة الحرفية، وإلى عدم اتقان اللغة العربية، وعرض فى رده لبعض الأخطاء فى قواعد اللغة والإملاء التى وقع فيها بعض الشباب كانوا يتقدمون للعمل فى الترجمة بشركته.

كنت من قراء الراحل انيس منصور، أتابع عموده يوميا فى جريدة الأهرام، فقد كانت الصحيفة الرئيسية فى منزلنا، وكان والدى يقرؤها بعناية، الأخبار، والمقالات، والأعمدة، وكان انيس منصور يكتب ما يقرب من 250 إلى 300 كلمة، بأسلوب بسيط ورشيق، وكان يكتب عما يعرفه وقرأه من مصادره، وليس كما يفعل البعض هذه الأيام يكتبون فى المكتوب اعتمادا على مقدمة كتاب او مقال فى صحيفة، وحبا لأنيس عبيد وتقديرا للدور الذى لعبه فى حياتى منذ صغرى، أتذكر ما كتبه انيس منصور، وما كتبه عبيد فى عموده وكأنه بالأمس.

انيس عبيد لعب دورا كبيرا فى حياتى وحياة الكثير من أبناء جيلى، لولا ترجمته ما تابعنا السينما الأجنبية، فقد كانت ترجمته هى نافذتنا إلى الآخر: الأمريكي، الهندى، الإيطالى، الفرنسي، وكانت اغلب السينمات فى مدينة طنطا تعرض الأفلام الأجنبية فقط، مثل: جندولا، وأوبرا، وأمير الصيفى، والجمهورية أو ريفولى، وكانت سينما مصر تجمع بين الأجنبى والعربي، وكانت أغلب الأفلام فى السبعينات أمريكية، وبعضها هندى، والبعض ايطالى، وكانت ترجمة عبيد أو معامل انيس عبيد هى البطل الرئيس فى هذه الأفلام، بدونها لن نفهم ما يقال، فقد كنا ندرس الإنجليزية فى المرحلة الإعدادية، وكان كبيرنا: هاو اولد أر يوم.

ترجمة عبيد مكنتنا من الاطلاع على عادات وثقافة الآخرين دون معاناة او جهد فى القراءة، أيامها كانت السينما الأمريكية تحتل المركز الأول فى عقولنا وخيالنا لسرعتها وحيويتها، وبعد فترة دخلت السينما الهندية، وأتذكر جيدا باننا عرفنها وأحببناها من أفلام: ماسح الأحذية، وطفل الخطيئة، والفيل صديقى، والتوءم أو الشقيقان، والأفلام الهندية كانت تركز على المأساة التراجيديا، وكنا ندخل السينما بالمناديل نجهش بالبكاء طوال الفيلم ونجفف بالمناديل، رحمة الله على أنيس عبيد.

[email protected]