عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

 

 

ما أهم صفة يجب أن يتمتع بها رئيس أى حزب ناجح؟ بلاش الكلام عن الوفد... عندك خالد محيى الدين يحبه ويعشقه من فى الحزب  ومن فى غير الحزب... وذلك لصفاته الشخصية ولتصرفاته الحزبية وغير الحزبية..  وعندك أحمد ماهر والنقراشى فى حزب السعديين "نسبة لسعد زغلول"... الشباب الرائع أصحاب «القمصان الزرق» وهم حزب مصر الفتاة كل شاب يتمنى أن يموت هو ويبقى أحمد حسين كل شاب يقوم بمعجزة قاتلة ويجب أن يستشهد من أجل البلد... وفى حزب الدستوريين الكل يحب ويحترم ويطيع محمد حسين هيكل مثلاً... مصطفى كامل مات بالسم ومحمد فريد مات جائعاً على رصيف باريس من أجل الحزب الوطني.

هكذا أحزاب زمان... هكذا علاقة رئيس الحزب زمان وأعضائه وأحياناً من غير أعضاء... هذه أحزاب قتلتها ثورة يوليو ولن تعود.

....

مصطفى النحاس... غير هذا كله... ليس صفات النحاس المعروفة للجميع.. ليس رجلاً كما يسمونه «هيلهلي» يعنى على نياتة... بل من أذكى رؤساء الأحزاب بل وآذكى من كل المشهورين مثل اسماعيل صدقي... سأروي لكم حكايته...

<>

لاحظ النحاس أن انجلترا لن تتنازل عن كل ما تنهبه وتسرقه وباقى امتيازاتهم... لذا قرر رفع «الراية البيضاء» من أول لحظة... القمح ببلاش نعم... القطن كما هو مجانا القوات العسكرية تظل  مكانها حاضر الى آخره!!!

إلى أن جاء دور السودان.. هنا وقف مصطفى النحاس وقال كلمته المشهورة: «تقطع يدى ولا أقطع السودان عن مصر».

منتهى الذكاء من النحاس... وافق على أشياء كثيرة قاتلة لأنه لا يستطيع أن يتحكم فيها أما السودان فسيخضع الموضوع لمعاهدات جديدة وهيئة الأمم وغير ذلك مما لا رجوع فيه.... أما القمح من عام واحد مجانا بعد ذلك مطلوب نشتري البذرة ثم للقطن مطلوب كذا وكذا.... مهاجمة المعسكرات الانجليزية الصغيرة وقتل كل من فيها حتى طلب الانجليز أنفسهم ان يتمركزوا فى القنال!!!  وابتعدوا عن القاهرة وكل المدن.

...

ـ كان هناك جدل خطير...

ـ كيف يوافق مصطفى النحاس على بقاء المحاكم المختلطة التى تحكم على أى مصرى بالاعدام اذا ضبطوه وهو يقتل انجليزيا بينما يتم تعويض مقتل مصرى بعشرة قروش!!!

كان النحاس على يقين من أن هيئة الأمم المتحدة ستعقد مؤتمراً اسمه منتريه فى مدينة مونترير بسويسرا لالغاء الأحكام العرفية فى بداية عام 1937 بعد المعاهدة بشهور... وقد كان.

 هذا هو ذكاء رجل يقولون انه «هيلهلي»!!! منتهى الذكاء قال الناس «معاهدة 1936» باعت مصر لانجلترا... وبعد عام واحد اتضح أن النحاس ضحك على انجلترا وأخذ كل ما يريد وخسر الانجليز كل شيء.