عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آفة الصحافة

يقول مثل هولندي “ سقط بين الرصيف والسفينة “ ويعني من فقد قدرته على التوازن أو السير في طريق واضح المعالم، أي الإنسان الذي لا هو بغارق في مياه البحر ولا هو بقادر على حماية نفسه من الوقوع في المياه، وتوصيف هذا المثل ينطبق على ثقافة عرب المهجر الأوروبي، ولا نقول كلهم بل الغالبية العظمى منهم.

فهم يكونون مُجتمعات خاصة داخل أوروبا تشعر «بالانتماء العاطفي للثقافة العربية»، لكنه انتماء يتجمد عند حدود المشاعر التي قد تعلو حدتها وتنخفض حرارتها وفق المتغيرات ، تأرجح يتردد بين الرفض والقبول، وبين وسطية ثالثة تقبع «بين بين» باهتة الملامح تؤدى إلى الخلل الثقافي، أما الولاء الثقافي للسلف أو الجذور فهو إما:

- مشوه بفعل التسلخات التي تصيبه في الوجه الحضاري.

- منقوص يفتقر إلى عناصر الوحدة الثقافية الطبيعية.

- غائب تماما بسبب الارتماء الأعمى في أحضان التغريب والانصهار.

تنقسم مجتمعات عرب المهجر لعدة شرائح:

ـ عرب أوروبا بمختلف بلادها أي مهاجري الصُدفة الذين بحثوا عن فرصة عمل فوجدوها، دون تفضيل بريطانيا على إيطاليا أو هولندا على ألمانيا، والعكس صحيح.

ـ عرب كندا وأستراليا وأمريكا، وهؤلاء نسبة كبيرة منهم هاجرت من بلادهم الأصلية إلى هذه البلاد وفق ترتيب محدد وأهداف واضحة.

ـ أما العرب المهاجرون من بلد عربي لآخر فلهم ظروف خاصة ومشكلات ثقافية خاصة، ولا يمكن اعتبارهم مهاجرين ، بل رحالة من أبناء وطن واحد.

تعبير عرب أوروبا، ذلك التوصيف العام يحتاج إلى توضيح خاص، فالشرائح التي تعمل مثلا من المهاجرين العرب في هولندا وبلجيكا، نجد أنها مختلفة عن نظيرتها في ألمانيا، وذلك على الرغم من متاخمة هذه الدول الأوروبية بعضها بعضاً، وروابطها الجغرافية وأوجه الشبه الثقافي .

لكن الفارق يكمن في أن هذه البلاد احتاجت في وقت معين إلى عمالة، ولم تكن تهمها مستويات هذه العمالة العلمية أو القدرات الفنية بقدر كونها عمالة رخيصة، فهاجر إليها عرب من بلدان مختلفة لا تجمعهم وحدة الهدف المُسبق من هجرة دائمة ومُستقرة وتحديد لنوعية العمل أو الكيان الذي سيتحرك المهاجر داخله، وذلك على النقيض من بلاد المهجر المعروفة مثل كندا، وأستراليا، التي تنظم عمليات الهجرة إليها بصورة واضحة وفى قنوات محددة .

ونجد أن الغالبية العظمى من مواطني المملكة المغربية، موزعون بين هولندا وبلجيكا، وفرنسا لأنها المُحتل السابق الذي فتح أبوابه للأيدي العاملة بعد استقلال المغرب العربي وشمال إفريقيا، والعامل المغربي وجد سهولة في وجود بعض من أقاربه أو حتى جيرانه قد سبقوه إليها، إضافة إلى أن بعضهم يجيد اللغة الفرنسية، إلا أن واقع الأبحاث والدراسات يؤكد أن معظمهم من أهل الريف ونسبة كبيرة منهم لا تجيد القراءة والكتابة لا بالعربية ولا بالفرنسية، كما أن مجتمع مغاربة هولندا وبلجيكا ليسوا أفضل حالا من نظرائهم في فرنسا، وحتى نلتزم الدقة من أجل توصيل رسالة الخلل الثقافي في مجتمعات عرب المهجر، سنضع عرب هولندا تحت الضوء ، ولهذا حديث آخر في مقالة قادمة.

 

[email protected]