عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

بسبب سياسة أردوغان بات حزب العدالة والتنمية يعيش حالة وهن سياسى فى أعقاب هزيمته فى إسطنبول، فالهزيمة أفقدته جزءًا من عمقه. أما المفارقة فتجسدت فى أن الحزب الذى أجرى تغييرًا على الدستور وعلى مؤسسات الدولة وفق هويته السياسية وهوى رئيسه أردوغان بادر فحول النظام البرلمانى إلى نظام رئاسى وحول المؤسسات الديموقراطية إلى مؤسسات فى يد أردوغان الذى يجنى اليوم ما صنعت يداه.

كان من الطبيعى أن يعجز الحزب الذى بنى مشاريعه السياسية على شخص أردوغان عن اقناع الرأى العام بوجود شخصيات اعتبارية أخرى قادرة على العمل وتحمل المسؤولية وإنقاذ الاقتصاد التركى المتهالك اليوم وانتشال الوضع الاجتماعى مما وصل إليه من ضعف وتردى، وهو الاقتصاد الذى شهد فترة ذهبية فى ظل «على بابا جان»عندما كان وزيرًا للاقتصاد وحظى باحترام شديد فى الأوساط الاقتصادية لا سيما وأنه يعزى إليه الفضل فى النجاح الاقتصادى الذى حققه الحزب الحاكم فى العقد الأول من حكمه.

الجدير بالذكر أن «بابا جان» كان قد قدم استقالته فى 2015 وهو يعكف اليوم على الانسلاخ عن الحزب الحاكم لينضم إلى كل من عبدالله جول، أحمد داود أوغلو بسبب أردوغان الذى أحكم قبضته على الحزب وعلى الحياة السياسية فى البلاد من خلال انفراده بالسلطة. وعليه فإن هدف المنشقين هو كسر قبضة أردوغان على السلطة من خلال الحزب الذى حدا بتلك القيادات إلى النظر إلى حقبة أردوغان بوصفها تجسيدًا للديكتاتورية فى تركيا. ويبدو أن أردوغان أراد أن يعمم تطبيق نزعته الديكتاتورية على محيط دول المنطقة فرأيناه قد انحرف فى سياسته الخارجية وفرض سطوته وهيمنته وطفق يمارس تدخلاته فى الشأن الداخلى لها بعد أن صور له خياله المريض أن بإمكانه تجسيد دور السلطان العثمانى الآمر الناهى فى المنطقة، وغدًا اليوم يضطلع بالقيادة ليصبح طرفًا رئيسيًا فى الاقتتال والفوضى اللذين يمزقان ليبيا. لقد بات واضحًا أن هذا الألعبان بادر إلى التدخل مبكرًا فى ليبيا منذ انهيار نظامها السابق وخلال سنوات ربيعها العربى الذى أصبح اليوم جحيمًا مستعرًا واندفع صوبها لأمرين، الأول لأطماع اقتصادية على اعتبار أنها دولة نفط وغاز، والثانى لتحويلها إلى قاعدة ارتكاز للإخوان، حيث يشكل موقعها الجغرافى حلقة الوصل بين إفريقيا العربية فى الغرب وبين مصر والسودان فى الشرق.

ويظل أردوغان مسكونًا بحلم الامبراطورية العثمانية، فهو لا يفوت فرصة دون ذكر تاريخ العثمانية.. تاريخ الغزو الآثم الذى دام عدة عقود وكان أخطر وأشرس غزو عبر التاريخ نظرًا لما فيه من نهب وقتل وتشريد ومجاعات ومجازر يشهد على ذلك مذابح الأرمن.

واليوم تتداعى الأمور أمام أردوغان الغارق فى الهموم والتحديات الداخلية والمشكلات العديدة مما يدفعه إلى مداهنة كل اللاعبين فى المنطقة من روس وإسرائيليين وبعض الأوروبيين وغيرهم، فالتراكمات كثيرة ضده والتى من شأنها أن تجعل أى متابع للأحداث أن يدرك عن حق بأن مرحلة أفول نجم أردوغان فى تركيا قد بدأت بالفعل، ولذلك فإن سقوط الشيطان قد بات قريبًا.